الشريط الأخباري

نزع حماس سلاحها أمام نزع إسرائيل شهوة لعق دمنا ,,  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/11/08 الساعة 12:02 صباحًا

مدار نيوز \

من لا يرى ان القتل في غزة قد توقف تقريبا ، فإنه تقريبا أعمى ، او انه لا يريد ان يرى ، فقد كان المعدل مئة شهيد يوميا وضعفه او ضعفيه من الجرحى الذين لا يجدون من ينقلهم الى المستشفيات ، واذا وجدوا ، فإنهم لا يجدوا فيها ضالة علاجهم او حتى إسعافهم .
و من لا يرى ان الجوع و التجويع قد توقف تقريبا ، فإنه بدوره أعمى او انه لا يريد ان يرى ذلك ، و بهذا بتنا لا نرى جائعين يتهاوون بل و يموتون من الجوع ، و لا من الرصاص الثقيل الذي كان يستهدف رؤوسهم و صدورهم و هم يتزاحمون على مراكز التوزيع “الإنسانية” المسلحة .
لكن من يرى في ذلك بوادر سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، فإنه بدوره أعمى ، بل و واهم ، ليس بسبب البند المشكلة المتعلق بنزع حماس سلاحها ، و هو أمر مقبول وطنيا وفلسطينيا و عربيا و أمميا بل و ثوريا لطالما انه يأتي في سياق تاريخي شمولي متكامل ، و لا حتى في نزع حماس نفسها من المشهد السياسي ، و لكن المشكلة المعضلة هي في الحكومة الإسرائيلية المتعطشة للدم الفلسطيني كما لو أنه كوكا كولا أو أي مشروب غازي تتناوله مع كل وجبة .
ما زالت هذه الحكومة ترى في غزة منطقة إسرائيلية و تريد ان تواصل سيطرتها الأمنية و العسكرية والتموينية عليها حتى بعد إقرار مجلس الأمن قراره بشأنها ، تريد من يأتي اليها من القوات الدولية من يحظى فقط بموافقتها المسبقة او ان تستأنف القصف و القتل وحصد الدم “لعقه” . تريد من مئتي مقاتل في الانفاق -رغم الشك في صدقية هذا الخبر و هذا العدد – ان يستسلموا او يقتلوا بتفجير نفقهم او اغلاقه بالباطون المسلح ، رغم ان قرار وقف اطلاق النار يسري عليهم كما يسري على آلاف المقاتلين ، الا اذا صدّقت حكومة نتنياهو ان الخط الأصفر هو خط إسرائيلي نهائي او أبدي . كم سيزيدون في التعداد العام لمن تم قتلهم (200 من 70 ألفا) حصيلة قتل يومين في 770 يوما .
فضيحة سجن سدي تيمان الأخيرة ، اعتقال المدعية العسكرية العامة بتهمة تسريب عمليات تعذيب و اغتصاب أسرى لا حول لهم و لا قوة ، في إشارة واضحة لتشجيع هذه الممارسات و تشريعها . تصويت الكنيست على ضم الضفة ، و بعدها التصويت بإقرار قانون اعدام الاسرى ، أما الجثث التي اعادوها ، فلم يكتفوا بتعذيبها قبل قتلها ، بل أرسلوها بدون اسمائها ، مما اضطر أصحابها لدفنها في سجون جماعية .
و بغض النظر ، عن كل هذه الدلائل و المؤشرات المادية خلال شهر وقف اطلاق النار ، الذي شهد أيضا قتل نحو مئتين وخمسين شخصا ، فإن الناس في غزة ، و بكل تأكيد ، يرحبون بكل ما يقود الى وقف قتلهم و قصفهم و بالقرار الاممي و بسرعة وصول القوات العربية الإسلامية و يحثون على الإسراع في ايوائهم قبل حلول الشتاء و البدء في إعادة بناء منازلهم . a

رابط قصير:
https://madar.news/?p=348899

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار