الشريط الأخباري

هل تصبح إسرائيل الشاة الجرباء .. لا دواء و لا دعاء ..  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/23 الساعة 7:11 صباحًا

مدار نيوز \

بعد أيام ، تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية الصهيونية التوراتية على غزة شهرها الثالث و العشرين ، استخدمت فيها كل أسلحتها ، ما عدا النووية ، لكي “تجتث” حماس من جذورها ، وفق تعبير نتنياهو المكرر ، و قد صدقه الكثير من معسكر حلفائه الداخليين و الدوليين و الإقليميين ، و قدموا له يد العون و الدعم منقطع النظير ، سياسيا و ماليا و عسكريا و أمنيا و إعلاميا و مرتزقة ، يحثونه على انجاز المهمة بسرعة كما وعد ، و لكن هيهات ، حتى بدت المهمة و كأنها من سابع المستحيلات .
لقد غيّر كل طاقمه تقريبا ، الذي ابتدأ به الحرب ، بما في ذلك وزير الدفاع و رئيس الشاباك و رئيس هيئة الأركان ، و وسع من أساليب الإبادة ، حتى وصل به الامر ان يستخدم التجويع الجماعي لكل الناس بما في ذلك الأجانب الذين يعملون في المجلات الطبية و الاغاثية ، ثم أخذ يستهدفهم بالقتل و الاغتيال ، بمن في ذلك الصحفيين ، ثم يخرج على شعبه ليعلن مسؤوليته عن اغتيالهم .
بعد ثلاثة و عشرين شهرا ، يخرج الناس بالاستنتاج الأول على شكل سؤال استنكاري ، و في المقدمة منهم أبناء شعبه : هل قضيت على حماس ؟ فيأتي الاستنتاج الثاني : ان حماس صمدت في وجه جيش إسرائيل ، الأقوى بين أول عشرين جيش في العالم ثلاثة و عشرين شهرا ، بمعنى ان هذا الجيش العرمرم لم يستطع هزيمة فصيل فلسطيني صغير ، يخرج مقاتلوه أحيانا حفاة جياعا عطاشا لمجابهة دبابة المركاباة فخر الدبابات في العالم ، فيقتل من فيها ، او على الأقل يعطبها ، فيأتي الاستنتاج الثالث تلقائيا ، ان المقاتل الفلسطيني يتسلح بما لا يتسلح به الجندي الإسرائيلي المتسلح بكل شيء بما في ذلك “مطرة” الماء . يأتي هذا الجندي مكرها الى الحرب ، “الاحتياط و التجنيد الاجباري” ، و يرى ما لا يراه أحد في معمعان الميدان ، من جرائم بحق الأبرياء العزل ، يقتلون بلا مبرر ، او ، يقتلون “كهواية” وفق زعيم الحزب الديمقراطي يائير جولان ، أو لبسالة و شجاعة المقاتل الفلسطيني ، ما يدفع هؤلاء الى الانتحار بالعشرات ، و الصدمات العصبية بالآلاف .
اليوم ، تقف إسرائيل تقريبا وحدها ، أمام دول العالم ، كما الشاة الجرباء ، حتى أمريكا ، لن تستطيع الصمود الى جانبها أكثر من ذلك بكثير ، ذلك انها لا تدعمها على قاعدة مبدئية او أخلاقية ، بل مجرد مصالح سرعان ما تتبدل و تتغير . تقف إسرائيل وحدها حتى في خضم صراعات مكوناتها الداخلية المفصلية ، و تسمع نتنياهو بعد ثلاثة و عشرين شهرا يقول انه سيحتل غزة ، و ترى بن غفير وزير الامن الداخلي “يزور” مروان البرغوثي في سجنه . – ماذا ؟ و ماذا كنتم تفعلون خلال سبعمائة يوم ؟ إنكم لا تذهبون لاجتثاث حماس ، بل للقضاء على الأسرى المختطفين لديها ، و معهم على “إسرائيل” بعد ان يكون الجرب قد استشرى فيها و أصبح لا يجدي معها الشفاء و لا الدعاء .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=344069

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار