الشريط الأخباري

(3/1) قضية الغواصات: جابي اشكنازي قَبرَ شكوك بفساد في صفقة الغواصات

مدار نيوز، نشر بـ 2021/01/09 الساعة 10:41 مساءً

مدار نيوز- نابلس- 9-1-2021- كتب محمد أبو علان دراغمة: في العام 2009 وفي لقاءان في مكتب وزير المالية آنذاك يوفال شتاينتس، وفي مكتب قائد سلاح البحرية في تلك الفترة اليعازر ماروم، حيث عمل ماروم في حينه لتغيير مندوب شركة تنسنكروف، والذي كان دورة الوساطة بين “إسرائيل” وألمانيا في صفقة الغواصات، في سنوات قام بالمهمة العميد  المتقاعد شايكي بركات، ماروم أراد استبداله برجل الأعمال ميكي جنور.

شايكي بركات كان ضابط استخبارات في سلاح الجو الإسرائيلي، عين ممثلاً للجيش الإسرائيلي في واشنطن، ونتيجة علاقات بناها مع القيادة الألمانية عمل على مدار عقدين كوسيط في صفقات الغواصات، وميكي جنور عمل آنذاك في قطاع العقارات في الاتحاد الأوروبي.

وتابعت صحيفة هآرتس حول سعي قائد سلاح البحرية الإسرائيلي تغيير مندوب الشركة الألمانية، عبر طرح سؤالين، ما الذي كان مهماً لقائد سلاح البحرية الإسرائيلي للتأثير على هوية الوسط مع الألمان؟، وما الذي دفعه للتوصية للمنصب برجل أعمال من القطاع الخاص؟.

وفق النيابة العامة، الإجابة على هذه الأسئلة كانت واضحة، جنور بصفته مندوب للشركة الألمانية كان من المفترض أن يحقق مكاسب بملايين الدولارات، الضغوطات عليه ليست من باب الحب المجاني، جنور كان مطلوب منه دفع أموال كرشوة.

في نظرة للوراء، من الصعب عدم التفكير فيما كان سيحدث لو تدخل شخص ما في تلك اللحظة، ومنع تعيين ميكي جنور، في حالة كهذه، قضية الغواصات ربما لم تأت لهذا العالم، ولو قامت السلطات الأمنية بالسؤال عن ميكي جنور، وفحص معنى الضغط الذي وقع عليه، لكان سلسلة القضايا الجنائية توقفت.

أواخر العام 2009 وصل لمكتب شكاوى الجمهور في وزارة الحرب الإسرائيلية رسالة مجهولة جاء فيها:”لدينا في السلاح يوجد حالة من عدم الارتياح من سلوك قائد سلاح الجو، الجنرال ماروم رتب لقاء في مكتب وزير المالية، وللقاء جاء أيضاً رجل الأعمال”جنور”، والذي يعرف جيداً وزير المالية، حيث مول له مكاتب خلال الانتخابات الداحلية “البرايمرز”، ويعمل ممثل لحوض بناء السفن، وهو الآن مندوب وصديق للجنرال، فهل هذا سليم؟، ماذا يوجد خلف هذا؟”.

الرسالة المجهول، لم يكن الوحيد، لاحقاً أرسلت رسالتين أخريتان مجهولات المصدر، الرسائل فصلت جيداً ما يحري خلف الكواليس، وما كان يجري التخطيط لصفقة رشوة يشارك فيها مسؤولون إسرائيليون كبار، وكان من المقرر أن يكون جنور منفذها، لا أذكر، لا أعلم، تبدو لي منطقة، شهادة جنور في قضية الغواصات.

جنور والجنرال ماروم على علاقة من أيام الخدمة المشتركة في سلاح البحرية، كان تعارف أساسي، إلا أنه في العام 2009 العلاقة بين الاثنين ارتفعت درجة، حسب النيابة، ماروم تلقى طلب من العميد المتقاعد أبرائيل بار يوسف، وهو أيضاً من قدماء سلاح البحرية، بار يوسف الذي ركز عمل لجنة الخارجية والأمن، طلب تعيين جنور لمنصب المندوب، وماروم استجاب للطلب، واهتم بعقد لقاء بين جنور والمدير التنفيذي لحوض صناعة السفن الألمانية.

ميكي جنور سافر إلى المانيا، وعندما التقى مع ممثل عن حوض بناء السفن في ألمانيا، قال لجنور أن للشركة مندوب حالي، المندوب المقترح لم يقلق، وطلب البقاء مع ممثل الشركة لوحده من أجل مكالمة بأربعة عيون، قليلاً بعد اللقاء مع جنور، زار ممثل الشركة “إسرائيل”، وعملية تغيير بركات ارتفعت وتيرتها.

قائد سلاح الجو الإسرائيلي ماروم استغل الزيارة من أجل العمل بقوة لصالح جنور، دعاه لوجبة رسمية أقامها لممثل الشركة الألمانية، ومع قيادة سلاح البحرية الإسرائيلي، كما شاركه في لقاء مقلص بمشاركة ممثل الشركة الألمانية عقد في مكتبه، كما انضم جنور لممثل سلاح الجو الإسرائيلي في اللقاء مع وزير المالية شتاينتس.

ممثل الشركة الألمانية فهم الرسالة، خلال أسابيع باشر الألمان المفاوضات مع جنور، وفي النهاية عينته الشركة الألمانية كمندوب لها، هذه الخطوة ستدخل لجيبجنور لاحقاً قرابة 10 ملايين يورو، وليس لجيبه فقط، حسب النيابة العامة، في العام 2014 باشر جنور بالتحويل لماروم أكثر من نصف مليون شيكل، وعلى أقساط، البذور التي تم زراعتها (دعم ماروم لجنور) قبل خمس سنوات بدأت تأتي ثمارها، حسب تعبير الصحيفة العبرية.

وتابعت هآرتس العبرية، بالعودة للعام 2009 ، الرسالة السرية التي وصلت لم تبقى في مكتب رئيس شكاوى الجمهور، حوّلت للمسؤول عن الأمن في المؤسسة الأمنية، وهو القسم السري الذي من واجبه التأكد من أن لا أخطاء في وحدات المؤسسة الأمنية، الصناعات العسكرية، وفي أقسام لجنة الطاقة الذرية.

القسم الأمني في وزارة الحرب يقدم لهذه الوحدات حماية مادية، وحماية المعلومات، والحماية من هجمات سايبر، ومن فترة لأخرى يجري تحقيقات للكشف عن عدم حصول فساد، وعدم تسريب معلومات سرية، ومن مهام وحدة التحقيقات فتح تحقيقات جنائية ضد متهمين قد يكونوا تجار سلاح، وفي ذات الوقت يكونوا موظفين كبار في الدولة.

على رأس وحدة التحقيق كان في حينه أمير كيّن مقرب من جابي اشكنازي/ والذي كان رئيساً للأركان في حينه، ومنذ أن كان اشكنازي مدير عام وزارة الحرب الإسرائيلية، وقبل تعينه رئيساً للأركان، وكان مساعده الخاص أيام قضية هارفاز، تم التحقيق مع كيّن بتهمة تسريب معلومات لاشكنازي، حول نية جهاز الشاباك البحث عن مُسرب النقاشات حول المشروع النووي الإيراني، الملف ضد كيّن أغلق في النهاية.

عندما وصلت الرسالة الأولى لمكتب كيّن، أبلغ بها الشرطة العسكرية، رداً على ذلك طلبت الشرطة العسكرية من الوحدات المسرؤولة عن التحقيق طلب تحقيق أولي في المحتوى، والهدف التأكد إن كانت هناك أخطاء فعلاً، تبرر التحقيق مع الجنرال ماروم قائد البحرية الإسرائيلية، وافق كيّن، وكلف بالمهة محقق قديم باسم ناح بادلر، من الشخصيات الرفيعة في وحدة التحقيق، والأسم الذي اختير للتح قيق، حمل اسم “الغواصة الصفراء”.

الشرطة العسكرية جمعت شهادات من اشكنازي ورئيس وحدة التحقيقات في حينه، وفي ظل قيام بادلر بجمع معلومات حول الموضوع، وصل لكيّن رسالة سرّية أخرى، فيها تكررت كل الإدعاءات التي كانت في الرسالة الأولى، وتم في هذه المرّة إضافة عبارات من التحذير، وكان فيها نص جاءفيه:

“يوجد شعور بأن علاقة كهذه مع ميكي جنور، رجل ثري يعمل في قطاع العقارات، وينفق الكثر وبين قائد سلاح البحرية، علاقة مشكوك فيها، وغير مفهومة لماذا، كل سؤال  يطرجه كل واحد منا، من هو هذا الشخص؟، وماذايجري؟، هو يتصرف بشكل صارخ وخطر، سلاح البحرية عزيز علينا، يجب فحص المخفي خلف الحقائق”.

يتبــــع………(2)

رابط قصير:
https://madar.news/?p=199499

تعليقات

آخر الأخبار

هجوم إسرائيلي على حلب

الجمعة 2024/03/29 3:47 صباحًا