99 عامًا على وعد بلفور.. هل بريطانيا هي المذنب الوحيد بحق فلسطين؟

أمل دويكات- وعد بلفور رسالة تحتوي (بالعربية) 60 كلمة، بعثها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى اللورد البريطاني اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد، في 2/11/1917، قال فيها “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
ولم يكن سكان فلسطين من اليهود حينها يزيدون عن 5 في المئة. وبعد نحو 30 عامًا أوفت بريطانيا بوعد بلفور عندما ساهمت في إقامة “دولة إسرائيل” وإنهاء انتدابها على فلسطين.
الوعد وبريطانيا وعصبة الأمم!
يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، خلدون البرغوثي، في مقال له بعنوان “بلفور قدم الوعد وعصبة الأمم نفّذته” إنّه “بعد خمس سنوات تقريبًا من صدور وعد بلفور أقر مجلس عصبة الأمم نص صك الانتداب الذي كلف بريطانيا التي احتلت بلاد الشام مع فرنسا، بتهيئة الظروف لتحويل الوعد إلى واقع”.
وبحسب البرغوثي “تشير مقدمة نص صك الانتداب إلى *ولمّا كانت دول الحلفاء قد وافقت على أن تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي أصدرته في الأصل حكومة صاحب الجلالة البريطانية في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني، وأقرته الدول المذكورة لصالح إنشاء وطن قومي لليهود في منطقة فلسطين*”.
بريطانيا لم تعتذر بعد
سنويًا، يطالب الفلسطينيون بريطانيا بالاعتذار عن الوعد الذي تسبّب بمأساة الشعب الفلسطيني منذ حوالي مئة عام، والذي قُرن دائمًا بعبارة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.
وعشيّة الذكرى الـ99 لوعد بلفور، كتب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات مقالًا تحت عنوان “كيف يمكن لبريطانيا أن تكفّر عن وعد بلفور؟” جاء فيه ” إن هذا العام الذي يدشن لمائة عام على وعد بلفور المشؤوم، وسبعين عامًا على نكبته، وخمسين عامًا على الاحتلال، هو من جديد عام استحقاق عالمي وامتحان أخلاقي لقضية تمثل معيارًا رئيسيًا لقيم العدالة الإنسانية، وهو مفصل يضع الإرادة الجمعية الدولية على المحك. لكنه يشكل فرصة تاريخية أيضًا لبريطانيا ولغيرها من أعضاء المجتمع الدولي لتصحيح هذا الخطأ التاريخي، والانحياز إلى الحق في تقرير مصير الشعوب ضد الاستعمار والعسكرة والقمع والظلم”.
وعد بلفور في السوشال ميديا
غرّد الفلسطينيون والعرب والمتضامنون مع القضية الفلسطينية عمومًا تحت وسم (هاشتاغ) #وعد__بلفور بالعربية، و#BalfourDecleration بالإنجليزية، مستذكرين محنة الشعب الفلسطيني منذ هذا الإعلان، وما ترتب عليه من قيام دولة إسرائيل وتهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني من وطنهم واقتلاعهم منه وتشتيتهم في بقاع الأرض.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=14434