الشريط الأخباري

20 عاما على رحيل الجواهري.. متنبي القرن العشرين

مدار نيوز، نشر بـ 2017/08/07 الساعة 4:00 مساءً

مدار نيوز – وديع عواودة: بعدما اضطر لمغادرة حبيبته بغداد استضافته براغ قبل أن يستقر في دمشق ويرحل عن الدنيا فيها. دخلت قلبه عاصمة التشيك فألهمته بجمالها وسحرها فلم يعرف شيطون الشعر لديه طعم النوم وفاضت قصائده الظريفة على ضفاف نهره المتدفق تدفق الفرات أيام زمنه الجميل. لم تنل منه الأيام فبقي متقدا حاضر البديهة محافظا على بلاغته، خصوبة مجازه، خفة دمه ورشاقته في التعبير كما تجلى بالعشرات من قصائده كـ قصيدة ” بائعة السمك ”
في الأيام القليلة التي سبقت أعياد الميلاد عام 1969، كان الجواهري كعادته متجهاً إلى مقهى “اوبتسني دوم”، التاريخية الشهيرة الواقعة في ساحة الجمهورية ببراغ، وكان يحبذ الجلوس فيها للتأمل وانتظار شيطانه الشعري، وبالقرب من هذه المقهى، كانت تنتشر آنذاك أكشاك بيع سمك الشبوط (الكابر – بالتشيكية) (وجبة الغذاء التقليدية عند التشيك ليلة عيد الميلاد)، وهناك جذبت انتباهه احدى البائعات الجميلات، وهي تهوي على رأس السمكة بساطورها فما كان من الجواهري إلا الاقتراب منها وهو في غاية الانبهار، ليسألها: كيف يمكن أن تتعامل فتاة بهذا الحسن والجمال مع كائن حي ضعيف بمثل هذه القسوة المفرطة، فأجابته: لقد تعلمت القسوة من الرجال. وهكذا ولدت واحدة من أشهر قصائده “بائعة السمك”. ومن أبياتها:(يتلوها بصوته في التعليق الأول)
وذات غداة وقد أوغلت
بنا شهوة الجائع الحائرِ
دلفنا لحانوت سماكة
نزود بالسمك “الكابري”
فلاحت لنا حلوة المجتلى
تلفت كالرشأ النافر
فجاءت بممكورة بضة
لعوب كذي خبرة ماكر
وأهوت عليها بساطورها
فيا لك من جؤذر جازر
فقلنا لها: يا ابنة الأجملين من كل بادٍ ومن حاضر
ويا خير من لقــّنَ الملحدين
دليلاً على قدرة القادرِ
جمالك والرقة المزدهاة خصمان للذابح الناحر
وكفاك صيغت للثم الشفاه
وليس لهذا الدم الخاثر
فقالت: أجل أنا ما تنظران
وان شق ذاك على الناظر
تعلمت من جفوة الهاجر
ومن قسوة الرجل الغادر

رابط قصير:
https://madar.news/?p=50813

تعليقات

آخر الأخبار

حالة الطقس: أجواء صيفية معتدلة

الثلاثاء 2025/05/20 7:31 صباحًا