الشريط الأخباري

2025 يسجل رقمًا قياسيًا في جرائم القتل: 217 قتيلا وأكثر من 400 مصاب بالمجتمع العربي

مدار نيوز، نشر بـ 2025/11/06 الساعة 4:27 مساءً

مدار نيوز \ عرب 48 \

تتواصل موجة الجريمة والعنف في المجتمع العربي داخل أراضي الـ48 بوتيرة غير مسبوقة، إذ سُجّلت منذ مطلع عام 2025 ولغاية اليوم، 217 جريمة قتل، في أعلى حصيلة سنوية تُسجَّل حتى اليوم، ما يعكس حالة الانفلات وغياب الردع.

وتُظهر المقارنة مع الأعوام السابقة اتساع الفجوة وتصاعد الأرقام، إذ بلغ عدد الجرائم خلال الفترة ذاتها من عام 2024 نحو 205 جرائم، و210 في عام 2023، بينما سُجل في عام 2022 نحو 96 جريمة فقط، ما يؤكد التدهور المستمر.

وتصدرت مدينتا اللد والناصرة المشهد الدموي، بواقع 18 جريمة قتل في كل منهما، تليهما أم الفحم بـ11 جريمة، ثم الرملة والطيرة (10 جرائم لكل منهما)، ورهط (9)، وعرابة (7)، وشفاعمرو وعرعرة النقب (6 جرائم لكل منهما).

وسجّل شهر حزيران/ يونيو أعلى عدد من الجرائم خلال العام، بـ27 جريمة، يليه شباط/ فبراير وتشرين الأول/ أكتوبر بـ26 جريمة لكل منهما.

عمق الأزمة

يكشف بحث أجراه موقع “عرب 48” عن جانب آخر أكثر قتامة، يتمثل بإصابة أكثر من 400 شخص منذ بداية العام جرّاء جرائم عنف، ما يعكس عمق الأزمة التي يعيشها المجتمع العربي في ظل غياب حلول جدية.

وبحسب البحث، فإن نحو 90 إصابة وُصفت بالخطيرة (بنسبة 22.5%)، ونحو 195 إصابة وُصفت بالمتوسطة (بنسبة 49%)، فيما وُصفت باقي الإصابات بأنها متفاوتة أو طفيفة.

وتبقى هذه المعطيات تقديرية وليست نهائية، نظرًا لامتناع الشرطة في كثير من الحالات عن نشر المعلومات المتعلقة بجرائم العنف، إضافةً إلى عدم توفر معطيات رسمية دقيقة بشأن الإصابات في بعض الحوادث.

المشهد أكثر كارثية

وفي سياق عدد الإصابات الذي يعكس صورة معمّقة لوضع الجريمة في المجتمع العربي داخل أراضي 48، يقول الباحث المختص بالقانون والجريمة، المحامي رضا جابر، في حديثه لـ”عرب 48” إن “قراءتنا للمعطيات حول الجريمة، وخصوصًا فيما يتعلق بحالات القتل، يجب أن تتغير. المشهد أكثر كارثية؛ فنحن نتحدث عن أكثر من 400 مخطط جريمة قتل، إضافةً إلى عدد القتلى”.

ويتابع جابر: “بحسب البحث، فإن 400 ضحية كانوا مستهدفين بعمليات قتل، لكنهم نُقلوا إلى خانة الإصابات فقط بسبب خلل في الفعل الإجرامي. لذلك، نحن نتحدث عن 700 محاولة قتل ممكنة. وهذا يعني، أولًا: أن السنوات المقبلة ستشهد ارتفاعًا مخيفًا في عدد القتلى، لأن المجرمين يتطورون في أدائهم، وثانيًا: لأننا في حالة احتراب داخلي، وقد لا يكون مصطلح ’جريمة‘ كافيًا للتعبير عن حقيقة ما نمرّ به”.

وشهد العام الجاري تطورًا لافتًا في الأساليب التي بات يستخدمها المجرمون في تنفيذ جرائمهم، سواء عبر زرع عبوات ناسفة وتفجيرها عن بُعد، أو استخدام طائرات مسيّرة لإلقاء القنابل على أهداف محددة، وصولًا إلى التنكر بزيّ الشرطة واقتحام المنازل بحجّة التفتيش، وقتل الضحية داخل غرفته.

مهنة الإجرام

وفي هذا السياق، يقول جابر: “المجرمون يتطورون بوتيرة أسرع من تطوّر ردّ الدولة والشرطة والمجتمع. الجريمة لم تعد حالة فردية معزولة لأشخاص فقدوا القيم، بل تحوّلت إلى مهنة؛ مهنة الإجرام. هذه المهنة تمر بمراحل من التعلّم، والتخطيط، والتفكير بأساليب جديدة، والربط مع التكنولوجيا، بل والإبداع في التنفيذ، والتوسّع بمنطق سوق المال والسلطة”.

ويضيف أن “كل هذه العوامل مجتمعة تنتج أساليب حديثة في تنفيذ الجرائم، مثل: التنكر بزيّ الشرطة، واستخدام الطائرات المسيّرة والكاميرات، واللجوء إلى العبوات الناسفة وغيرها”.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=348881

تعليقات

آخر الأخبار