(3/4) الخليل: في قلب أكثر مدن العالم تعقيدًا

مدار نيوز – نابلس – كتب محمد علان دراغمة-31-3-2023: تقرير مطول لصحيفة يديعوت أحرنوت عن الأوضاع في مدينة الخليل والتي وصفها التقرير بأكثر مدن العالم تعقيدا، التقرير أعد بعد مرافقة ليؤر بن عامي مراسل الصحفية العبرية لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال نشاطات ميدانية في مدينة الخليل.
عن الواقع الميداني في أحياء مدينة الخليل كتب مراسل يديعوت أحرنوت على لسان أحد الجنود:
ليلة السبت، موقع القبو وخارسينا، القبو نقطة حراسة مثيرة للاشمئزاز، لا يوجد فيها أي شيء، المركبات لا تمر، ولا بشر يمرون، عندما تكون جندي متدين وتجبر على انتهاك حرمة السبت في نقطة كهذه، هذا أمر محبط، لكنه مطمئن، “البيت مكان يجب الدفاع عنه”، وعندما يقول البيت هو يقصد مستوطنة “عتنائيل” الواقعة 25 دقيقة جنوباً من هنا.
في القبو على الرقيب مناحم هكوهين أن يمضي أربع ساعات، وهو هناك يستطيع استعادة ذكريات الطفولة، والفوضى الأمنية التي كبر في ظلها، يتذكر الجنود منتصبين عند مفترقات الطرق، والهدوء الذي عاشه، وإن هناك من يوفر الأمن، اثنان من جيرانه في الشارع الذي يسكنه منذ سنوات قتلوا في عمليات.
وبعد أن تحدث الرقيب مناحم عن تفاصيل العمليات التي قتل فيها جيرانه، وعن مشاعره عند سماع أخبار تلك العمليات، وصف الأوضاع في المدينة بعد أن أصبح هو من يقف على المفترقات والطرق كجندي، وبعد مقتل شخص ثالث من جيرانه في عملية طعن:
“عندما تكون كبير تتعايش مع هذه الأحداث بشكل مختلف، يوجد هنا حرب طويلة، شعب لا يريد أن نكون موجودين”، ولكن في القبو مناحم يتحول لذات الشخصية التي كانت في رأسه منذ سنوات، جندي يوفر الأمن للأطفال الآخرين، حتى في نقطة المراقبة هذه لا توجد تهديدات حقيقية.
وعن سير الجولة الميدانية في مدينة الخليل من خلال مركبة عسكرية محصنة هذه المرّة كتب الصحفي الإسرائيلي:
صعدنا لمركبة عسكرية محصنة، جهاز الاتصال ينقل الأحداث والتفاصيل كل الوقت، ويبلغ عن عمليات إخلال بالنظام العام على حاجز للشرطة، وعن قنابل صوت أطلقت.
هنا عاد الصحفي الإسرائيلي ليصف سيرة حياة الضابط روزلين الملقب بزيزو: يبلغ من العمر 26 عاما، حتى الصف العاشر لم يتخيل أن يكون أين هو اليوم، كبر في حي قاسٍ في مدينة اللد، لم يكن طالباً موهوباً، وكان في بيئة سلبية، الأمثلة التي تراها لا تقدم الأكثر، بل التي تقدم الأقل للبلد، عنف ومدمني مخدرات، وأناس ضعاف في الشارع.
في عملية “الجرف الصامد” انقلبت لديه الرؤيا، شقيقه الكبير في وحدة المظلين قاتل حينها في قطاع غزة، :” قمت بالتحقيق، فهمت أن جدي كان في جولاني، شارك في حرب الأيام الستة، وكان لي قرار”، في البداية كان الاعتقاد في سلاح المدرعات، أو في جولاني أو لا شيء، رفض إخلاء موقع التجنيد حتى وصل للكتيب (51).
استمرينا سيراً على الأقدام إلى بيت الحجر الموجود على يسارنا، مفترق 206، يقف فلسطيني ينظر، إلى الجنوب منا يقع جبل جوهر، ومن الشمال القصبة حيّ القصبة، الخليل مقسمة لقسمين، H1 تحت السيطرة الفلسطينية، و H2 تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ومسموحة الحركة فيها للشعبين، نوع من التعايش، وإن أردنا أن نكون أكثر دقة وجود فقط، يُخترق أحياناً إما في إطلاق نار أو بسكين.
“أنا من مدينة مشتركة، أعرف ما يعني العيش لجانب العرب” يشرح “زيزو”، كما تحدث عن فترة “حارس الأسوار” في مدينة اللد، مركبات قُلبت، وحاويات قمامة حرقت “أذكر نفسي في مناطق التجمع في غزة، يوجد صفارات إنذار، أنا أشعر أكثر أمناً، من العائلة في البيت، شعور قاسي”.
يتابع الصحفي الإسرائيلي: عندما وصلنا للحرم الإبراهيمي سألت الضابط روزلين “زيزو” إن كان هذا يستحق كل هذا الصراع والدماء حول المكان المقدس، “يستحق” رد بهدوء، “إن لم نحارب من أجل تاريخنا سيمحى في يوم ما، والمعركة هنا عادلة”.
شخص نحيف البنية كان ماراً توقف للاستماع وقال:
“نحارب من أجل المستقبل وليس من أجل التاريخ”، “زيزو يرد عليه: “الأمر يتعلق كيف تنظر لذلك، إن لم تحارب على التاريخ ستتم إعادة كتابته، وهناك محاولات”.
“نحن لا نحارب على هذا المكان كونه لأبي، أو للإثبات من هو أكثر رجولة” قال الشخص التي توقف ليستمع، “نحن نؤمن بضرورة نشر الضوء للعالم، شعب إسرائيل عليه الحفاظ على مكانه، عبر العودة للجذور”، صدى العبارة الأخيرة سيبقى يتردد في ذهني قال الصحفي الإسرائيلي، على سبيل المثال، عندما عمل الشعب من أجل الحفاظ على مكانه، حوارة حُرقت، والمركبات والمنازل، وتقولون نشر الضوء في العالم.
ويصف الصحفي الإسرائيلي بعض مشاهداته خلال إعداد التقرير: الرقيب شلومو راشتنيكوف كان يفترض الخروج إلى بيته منذ فترة، ماذا يعمل حصل على ست ساعات كنوع من الحجز في المعسكر على مخالفات ارتكبها مثل التأخر عن الطابور، أو الجلوس خلال وردية الحراسة، تعكير للمزاج أن تكمل 17 يوماً في الخليل، ومن ثم البقاء في المعسكر.
وعن انعكاسات ما يجري في بقية الضفة الغربية على مدينة الخليل، كتب الصحفي الإسرائيلي: نحن في مرحلة ما بعد عملية الاغتيال في مخيم جنين، وعملية الرد عليها في مدينة القدس، غداً ستكون محاولة تنفيذ عملية، وهذا ليس بعيداً من هنا، بالقرب من مخيم الفوار تم تحييد فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن، وعملية ثانية وقعت، محاولة دهس أصيب فيها جندي في ساقه قتل فيها المنفذ.
إن عدت للحياة الطبيعية في الخليل، كل حدث هنا محبط، هو تجند من أجل حماية الناس، “ليس من أجل هذا”، يصف كيف يلقون الحجارة، “أو عندما ينزلون عليك ألف لعنة، في لغة الجيش، أنت تأكل خرى، لا تنام، وكل ما تراه هو أنهم غاضبون منك ، كـأنك عربي. هذا كل ما تراه”.
انتقل مراسل يديعوت أحرنوت للحديث عن “بيت هداسا” في الخليل،وعن مستوطنة إسرائيلية تعيش فيه: “بيت هداسا” هكذا يسمى، مبنى عمره 130 عاماً، على اسم المبنى سمي الحيّ، قبل 40 عاماً، عندما كان عمر يافا ثلاث سنوات، انتقلت مع العائلة للعيش هنا، والدها موشه بليخر أقام مستوطنة ” شافي حيفرون”، عائلتها تركت، هي بقيت تزوجت واليوم لها خمسة أبناء، وحتى حفيده.
وتروي المستوطنة يافا عن بيت هداسا إنه كان في السابق مركز طبي قدموا فيه العلاج بالمجان للعرب أيضاً، وإنه تعرض لعملية قتل فيه يهود منهم جد أمها، لهذا هي جاءت لتقيم فيه.
وتابعت الحديث: “من حولنا لم يمكوننا من العيش كما نريد، العرب ليسوا هم المشكلة، نحن المشكلة، كلما رسخنا مكانتنا كشعب ورسخنا وعينا، كلما كان من الأسهل علينا مواجهة العرب “.
وعودة أخرى للضابط “زيزو” في جولاني، “زيزو” لن يكون في سيريت جولاني على الأقل خلال الدورة القريبة، والسبب في ذلك الفيسبوك، شريط فيديو يظهر شجار بين جنود من جولاني وضباط من كتبية يهودا على مدخل المعسكر في الخارسينا، وكانت البداية من مشادة كلامية عبر جهاز الاتصال.
الضباط من وحدة يهودا حاولوا الدخول لمعسكر خارصينا، جنود من كتيبة جولاني منعوهم، وجينها حصلت الفوضى، والضابط “زيزو” هومن كان متورطاً في الفوضى، أجروا تحقيق، عاقبوا جنود وضباط، و”زيزو” من بين من عوقبوا، ونقل من سيريت جولاني لعمل وظيفي.
ضابط إسرائيلي رفيع في كتيبة جولاني تحدث عن الشجار بين الجنود على مدخل المعسكر:
“هناك قضايا تعتبر خط أحمر، كتيبة في الجيش الإسرائيلي هي ليست عامل قوة بحد ذاته، أنا أطلب من عناصري حتى عندما تكون الأمور صعبة ومكثفة، بأن يضبطوا أنفسهم ويكونوا على قدر المسؤولية”.
وعن الضابط “زيزو” قال الضابط الرفيع في جولاني:”يؤلمني إيقاع عقوبة على أي ضابط من ضباطي، أنا أفهم وهو يفهم إنه كان لا بد من رد على هذه الحادثة، وهذا لا يعني شيء بخصوص استمراريته، نحن نحتضنه، وأنا على ثقة بأنه أدرك أخطائه”.
وتابع الصحفي الإسرائيلي سرد تداعيات شجار الجنود من جولاني والضباط على مدخل معسكر خارسينا، وتداعيات نتائج التحقيق، والتي تجاوزنا عن بعض تفاصليها لعدم أهميتها للقارىء
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع (4/4)
رابط قصير:
https://madar.news/?p=274141