4 سيدات من نابلس يبتكرن حطبا صناعيا صديقا للبيئة
تعكف أربع ربات منازل من عائلة واحدة في بلدة بيتا، جنوب شرق نابلس، على تطوير مشروعهن الخاص الذي بدأنه منذ ثلاثة شهور فقط ، ونجحن فيه بانتاج حطب صناعي صديق للبيئة من جفت الزيتون كمادة رئيسية ومخلفات بيئية اخرى.
وتبدو أنعام يمك وزوجتا اخويها فائدة وولاء، وزوجة ابنها وعد، متفائلات بمستقبل واعد لمشروعهن، الذي ما زال العمل به يجري بطريقة بدائية.
جفت زيتون، فتات من الخبز التالف، أوراق بالية، وقطع كرتون مستعمل، ونشارة خشب وبعض الماء، هي كل ما يلزم من مواد خام لانتاج الحطب الصناعي المبتكر، اذ يتم عجنها بمقادرير معينة، ترفض صاحبات المشروع من عائلة يمك الافصاح عنها، ويفضلن الاحتفاظ بها كـ”سر مهنة”.
وتقوم صاحبات المشروع بعجن هذه المواد مع بعضها البعض لدرجة معينة، ومن ثم صبها في قوالب بدائية، كقوارير مفتوحة الطرفين أو قطع من انابيب الصرف الصحي، بحيث يأخذ الشكل النهائي للعجينة شكل القالب الذي يوضع به، ثم يترك الانتاج فترة ثلاثة ايام تحت الشمس، حتى يجف متحولا الى حطب صناعي له الكثير من الاستخدامات والمزايا.
وتقول أنعام يمك بأن هذا المنتوج من الحطب الصناعي هو صديق للبيئة، ويمكن استخدامه في المدافيء المنزلية الـ”فاير بليس” بدلا من الاخشاب، وكذلك في الافران التي تعتمد على الحطب، اضافة الى اية صناعات تستخدم الحطب كمصدر للنار، موضحة ان اسعار هذا الحطب الصناعي أرخص من الحطب، واحتراقه لا يلوث البيئة.
وتوضح أنعام أن مشروعهن مهم من عدة نواحي؛ فهو يؤدي الى تقليل قطع الاشجار للحصول على الحطب وهي ظاهرة تزايدت في السنوات الاخيرة خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف وسائط التدفئة من كهرباء وغاز ووقود. وكذلك فان استخدام المخلفات من ورق وكرتون يساهم في التخلص من هذه المخلفات بشكل مفيد وغير ملوث للبيئة وبالتالي الحفاظ على نظافة البيئة المحلية، وبالاضافة الى ذلك فانه يتم الاستفادة من جفت الزيتون الذي يتركه قسم كبير من المزارعين في المعاصر باعتبار انه لا فائدة منه.
أما الاهمية الاخرى بالنسبة لعائلة يمك فهي اقتصادية، اذ ان بيع المنتوج يدر دخلا على نساء العائلة اللواتي يعملن في المشروع، خاصة في ظل عدم وجود فرص عمل او وظائف أخرى.
وتقول فائدة يمك، احدى القائمات على المشروع بأنها انهت دراستها الجامعية (لغة عربية) منذ عدة سنوات، ولم تحصل على وظيفة، وبالتالي فقد كان هذا المشروع مهما وحيويا لها ولعائلتها، فهي تقضي وقتا وتحصل دخلا.
وبدت كل من ولاء ووعد كذلك سعيدتين بتحويل الفكرة الى واقع، ومتحمستين مثل البقية لمواصلة المشوار.
وتلفت أنعام إلى أنهن كن قد شاركن في معرض لسلطة جودة البيئة، وقد نالت فكرة مشروعهن الاعجاب والثناء بصفته مشروعا صديقا للبيئة، كما أن مؤسسات عديدة ابدت استعدادها لدعم المشروع ولكن كل ذلك ظل مجرد وعود لا اكثر.
وتتفق صاحبات المشروع على أن مشروعهن بحاجة الى تطوير، والطلب المتزايد على المنتوج يدفعهن للتفكير بالتوسع، فلا يمكن مواصلة العمل بالطريقة البدائية ومن ساحة المنزل كما هو حاليا، ويطمحن لامتلاك قطعة اراض واقامة مصنع متكامل فوقها يحتوي على آلات ومكابس حديثة وقوالب خاصة، وانتاج كميات كبيرة من الحطب الصناعي، وتشغيل عشرات النسوة والفتيات العاطلات عن العمل واللواتي يحتجن الى مصدر دخل اضافي لعائلاتهن، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا.
كما تطمح القائمات على المشروع بالاشتراك في معارض مختلفة سواء داخل الوطن أو خارجه، للتعريف بالفكرة والمنتوج، ومن اجل فتح خطوط تسويق، وهن يدرن الان صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان “الحطب الصناعة الصديق للبيئة”.
“القدس” دوت كوم – عماد سعاده
رابط قصير:
https://madar.news/?p=17977