(4/4) الخليل: في قلب أكثر مدن العالم تعقيدًا

مدار نيوز – نابلس – كتب محمد علان دراغمة-1-4-2023: تقرير مطول لصحيفة يديعوت أحرنوت عن الأوضاع في مدينة الخليل والتي وصفها التقرير بأكثر مدن العالم تعقيدا، التقرير أعد بعد مرافقة ليؤر بن عامي مراسل الصحفية العبرية لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال نشاطات ميدانية في مدينة الخليل.
وتابع الصحفي الإسرائيلي رواية تفاصيل جولته في مدينة الخليل برفقة الجنود من جيش الاحتلال: مقابل “البلبوكس/نقطة الحراسة” درور التي تطل على الخليل توجد منازل فلسطينية، أطفال أعمارهم ثلاث سنوات وأكثر ينظرون إلينا، الأكبر فيهم والتي ترتدي مريولاً مع نظرة فضولية، اسمها ملك، مهتمة أن تعرف ما اسمي، سألت لماذا إطلاق النار الذي نسمع،هي تسأل، أي إطلاق نار؟ لم تفهم القصد.
أحد الجنود حدثنا عن مساء وقوع العملية في مستوطنة “النبي يعقوب” كانت صرخات الله أكبر، “ماذا يمكنني العمل في موقف كهذا، لا يمكنني عمل شيء”، قال الجندي بإحباط.
الجنديان مناحم هكوهين وإيتان رايش قالوا أن هذه هي تعقيدات مدينة الخليل، طفل يمكن أن يأتي للحاجز ويطلب طعام، وشرائح البطاطا، ولاحقاً سيلقي عليك الحجارة:
” في الحراسة الأولى اعتقدات أن كلهم مخربين محتملين، لاحقاً تتعرف على الوجوه على الحاجز، تعرفهم بأسمائهم الشخصية، تتحدث معهم، وفيما بعد أنت لا تحتاج فحص رقم التصريح على الحاجز، هذا الواقع يؤدي لتآكل في القدرات العملياتية والبشرية” يقول الجندي إيتان ريش.
الجندي هكوهين:”الرجل الذي يناديك يا رجل، هو يأتي لك بمسبحة، والطفل الذي تقدم له الطعام في الصباح، يمكن هو نفسه من سيلقي زجاجة حارقة في المساء على الحاجز”.
الرقيب ريش محبط نوعاً ما بعد أن كانت حملة اعتقالات ولم يستدعوه، ممكن تجاهل ليس مقصوداً، والسبب أن العملية كانت يوم قبل زواجه، في صباح يوم زواجه جاء ريش للمعسكر، وأكمل لحائط البراق، وفي قبر راحيل، من ثم سرد الصحفي الإسرائيلي تفاصيل زواج الرقيب ريش، وجزء من سيرة حياته التي تجاوزنا عنها في الترجمة لعدم أهميتها للقارىء.
وعاد الصحفي الإسرائيلي لسرد من يوميات جنود جيش الاحتلال في مدينة الخليل، وكتب في هذاالسياق: بعد أيام من ذلك، وثق أحد الجنود من جولاني وهو يعتدي على ناشط حقوق إنسان في الخليل، أمسكه من رقبته وألقاه على الرصيف، وضربه.
الضابط في جولاني روزلين قال عن الحادثة:” أتوقع من كل جندي أن يعمل بمهنية، والتصرف بحكمة ومسؤولية أمام أي شخص، وسيتم محاسبة أي جندي لا يعمل بهذه الطريقة”، وجنود كتيبة جفعاني التي أخذت هي الأخرى مواقع في الخليل من قبل، ظهروا هم الآخرين في أشرطة مماثلة، أحدهم أثار عاصفة عندما شوهد يعتدي على ناشط يساري، وقال ذات الجندي:” بن جفير سيفرض النظام هنا”.
الرقيب ريش يسأل:”أنا لا أعلم إن كان الجندي يعلم ما يقصد من عبارة بن جفير سيفرض النظام هنا؟، اعتقد أن الوضع ليس طبيعياً، يوجد إرهاب في الدولة، ومن أجل فرض النظام، كنت سأتصرف بشكل مختلف”،الجندي هكوهين يضيف على كلام الرقيب ريش: “آمل أن يكون أعضاء الكنيست والوزراء هذا ما يريدون عمله”.
وتابع الصحفي الإسرائيلي: مع مرور الأيام سيكون أقل سيطرة ونظام، ليس فقط في موضوع الأمن، بل في الجوانب السياسية والإجتماعية والإدارية، والفوضى تتزايد، الشعور بهذه القضايا سيكون أقل لدى جنود كتيبة جولاني.
أحد الجنود وصف الوضع بالقول:”نحن مفصولون عن ما يجري في الخارج، الغالبية هنا لديهم وجهات نظر يمينية، ومحظور على الضباط أن يتحدثوا معنا بالساسية، لهذا لا يتحدثون”.
وفي وصف للواقع الأمني في الخليل يقول الجندي الإسرائيلي دافد أيزتبرغ: “مبدئياً، الساعة الثانية بعد منتصف الليل أنت تحرس “بيت السلام” على التلة البعيدة على يسارنا، وحدك والبرد قارص، تراكم لديك محيط من الذكريات، ” كلما كانت الحراسة أصعب، كان الرب راضياً عنك أكثر”.
أكثر الأمور أهمية الآن النقطة الموجودة في حيّ “تلة الأباء” بجانب بيت ايتماربن جفير، في ربع ساعة أنت تتسلق سيراً على الأقدام،”من الصعب علينا سياسياً حراسة منزل بن جفير”، قال أحد الجنود، الكل ضحك.
خارج سياج المعسكر وعلى مبنى حجر بين السخانات الشمسية يجلس فلسطيني، يدخن الأرجيله وفي محيطه موسيقى عربية صاخبة، حوالي 15 متراً تفصل بين الفلسطيني الذي يجلس هناك كل مساء ومكتب الضابط “زيزو” ، “زيزو” الذي يحفظ عن ظهر قلب كل الأغاني الذي يستمع لها الفلسطيني الجالس أمامه.
عاد الصحفي الإسرائيلي للحديث عن ما يجري في الضفة الغربية بشكل عام، وكتب في هذا السياق: كنا في ليلة استنفار، في الصباح اقتحم الجيش الإسرائيلي نابلس وقتل (11) فلسطينياً “غالبيتهم من المخربين” حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي، تم رفع درجة التأهب، ألغيت المهام الهجومية، ولاحقاً ستطلق قذائف من قطاع غزة، وبعد أيام كانت “العملية الدموية” في حوارة.
ويصف الصحفي الإسرائيلي جولته الأخيرة في مدينة الخليل : قريباً سنذهب في دورية أخيرة في شاحنة ذات محاور، سنمر بالقرب من (160) ، الحاجز الذي يحصل عليه كل شيء، ليس بعيداً عن الحاجز تجري حرب مجموعات خارجة عن القانون، صليات رصاص طويلة تكسر حالة الظلام، أحد الجنود على الحاجز أطلق النار على عشرة مسلحين على الأقل.
أكملنا السير حتى “تلة الآباء”، توقفنا بجانب بيت ايتمار بن جفير، “موقع جداً حساس” قال الملازم ماتي عمار الجالس بجانب السائق،”إن ينجحوا في إطلاق النار على الحيّ، خسرنا، كيف يكون هذا بأن يطلقوا النار على منزل وزير في الحكومة؟، سيبقى في أذهاننا”.
ختم الصحفي الإسرائيلي تقريره عن مدينة الخليل التي وصفها بأكثر مدن العالم تقديراً: ستكون هذه الليلة ليلتي الأخيرة مع الضابط “زيزو”، وشلومو وإيتان ريش الرباعي من كتيبة جولاني، عندما تنعطف المركبة وتختفي أضواء مدينة الخليل، شيء ما سيبقى معهم.