الشريط الأخباري

8 قتلى في عرابة ومظاهرة قطرية السبت: “انفلات أمني خطير” أدّى لمقتل الشاب عاصلة قرب منزله

مدار نيوز، نشر بـ 2025/10/28 الساعة 8:46 صباحًا

مدار نيوز \

صُدمت عرابة بمنطقة البطوف، الإثنين، بعد أن استيقظ الأهالي على نبأ جريمة قتل هي الثامنة هذا العام بالمدينة بما نسبته 4% من مجمل الجرائم المرتكبة في المجتمع العربي، والتي راح ضحيتها الشاب قاسم عاصلة (18 عاما) جراء تعرضه لإطلاق نار بجانب منزله بينما كان ووالده في طريقهما إلى العمل؛ لتختلط الدماء مع لقمة العيش وتترك العائلة ترزح تحت وطأة الذهول والذعر.

وبحسب العائلة، فإن مسلحين ملثمين ترجلوا من مركبتهم وأطلقوا النار بشكل مباشر على قاسم، ما أدى إلى مقتله على الفور، وذلك بعد تحرك مركبة الضحية ووالده من منزلهما بثوان معدودة، ما يشير إلى الرصد والتخطيط المسبق لهذه الجريمة.

يأتي ذلك في ظل تصاعد خطير وغير مسبوق في جرائم القتل وأحداث العنف بالمجتمع العربي، التي أسفرت عن 213 قتيلا منذ مطلع العام آخرهم كان الطالب محمد حسين مرازقة من عرعرة، الذي قتل طعنا داخل مدرسة في مدينة كفر قرع، وسط تواطؤ وتقاعس الشرطة عن أداء دورها في مكافحة الجريمة، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين العرب.

“مشهد صادم ومفاجئ”

وسرد عم الضحية ورئيس بلدية عرابة الأسبق، علي عاصلة، لحظات تلقيه نبأ الجريمة، قائلا إنه “عند عودتي من صلاة الفجر وجلوسي لأرتاح قليلا، تلقيت اتصالا من أحد أفراد العائلة ليبلغني بما جرى، وقد توجهت على الفور إلى المكان وكان مشهدا صادما ومفاجئا، حتى أن حرمة المسجد القريب من المكان لم تمنع المجرمين من ارتكاب فعلتهم”.

ووصف ابن شقيقه بالقول، إنه “كان مثالا للشاب الخلوق والجاد في حياته، وعرف أيضا بأنه شاب محبوب وبسيط، إذ أنهى المرحلة الثانوية في شهر حزيران/ يونيو الماضي وقرر العمل مع والده لمساعدته في تغطية مصاريف تعليم شقيقاته الجامعيات، وكان يقول لوالده ’أنت اهتم بأخواتي وأنا أتحمل مسؤوليتي’، علمًا أنه كان وعائلته يستعدون للانتقال إلى منزل جديد ويحلم بمستقبل أفضل، لكن للأسف لم يمهله القدر لتحقيق أحلامه”.

وأشار عاصلة إلى أن “الضحية هو البكر لوالده الذي لديه 4 بنات وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، إذ أن وضع العائلة صعب جدا، لكن والد قاسم صابر ومحتسب أمره لله، ونحن جميعا متكلين على الله”.

“لا نعوّل على الشرطة”

وانتقد عم الضحية أداء وتقصير الشرطة، بالقول إن “الشرطة جاءت إلى المكان وأجرت تحقيقاتها الروتينية، لكننا لا نعول عليها باعتبار أن التجربة واضحة، إذا كان الضحية عربيا تغلق الملفات وتُنسى القضايا”، مضيفا أن “الأجهزة الأمنية فاشلة في مواجهة الجريمة في مجتمعنا، ومن يقف على رأسها يتحمل المسؤولية، وللأسف سنجد جريمة اليوم تلتحق بغيرها من دون كشف الحقيقة، وهذه هي الحقيقة المؤلمة التي نعيشها في مجتمعنا”.

وتحدث عن موقف العائلة من الجريمة وما بعدها، قائلا “نحن لا نبحث عن ثأر، ولا نريد الدخول في دوامة العنف. لا نعرف السلاح ولا نستخدمه”.

“انفلات أمني خطير.. الشرطة والأجهزة الأمنية تتحمل المسؤولية”

ومن جانبه، قال رئيس بلدية عرابة، د. أحمد نصار، إنه “منذ مطلع العام وقعت 8 جرائم قتل في المدينة وهي تمثل نسبة 4% من مجموع جرائم القتل في المجتمع العربي هذا العام، رغم أن سكان عرابة يشكلون فقط 1,5% من عدد المواطنين العرب في البلاد. هذا الواقع يتجاوز كل الحدود، ويعكس انفلاتا أمنيا خطيرا لا يمكن السكوت عليه”.

وحمل نصار الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية المسؤولية، مطالبا إياها بالتحرك الفعلي للحد من انتشار السلاح، وأن تقوم بدورها كما يجب؛ بحسب ما قال.

سلسلة خطوات لمكافحة الجريمة

وتحدث عن اتخاذ سلسلة خطوات بالتعاون مع اللجنة الشعبية ولجنة أولياء أمور الطلاب بالمدينة، قائلا “عقدنا منذ صباح الإثنين عدة اجتماعات لبحث الخطوات الفورية، وقد تواصلت مع مكتب رئيس الحكومة وطلبنا جلسة مستعجلة تخص عرابة وجرائم القتل المتكررة فيها، ونحن بانتظار أن تثمر عن حلول عملية، كما وعدنا بجلسة مع قائد اللواء بالشرطة لبحث سبل مواجهة هذه الظاهرة ضمن تعاون مهني ومسؤول”.

وتطرق نصار إلى التحرك الميداني المحلي، قائلا إنه “جرى الإعلان عن تخصيص يوم غد في جميع المؤسسات التربوية في عرابة ليكون يوما توعويا شاملا للطلاب حول مخاطر العنف وسبل مكافحته، بالإضافة إلى تنظيم مسيرة قطرية في شوارع عرابة يوم السبت 1 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لإطلاق صرخة مدوّية ضد العنف والجريمة، ودفع الجهات الرسمية لتحمل مسؤولياتها”.

مظاهرة قطرية في عرابة السبت المقبل

وفي سياق متصل، أصدرت بلدية عرابة بيانا أبدت من خلاله استنكارها وشجبها للجريمة، وغضبها “إزاء استمرار ظاهرة العنف التي تهدد أمننا واستقرارنا وتفتك بنسيجنا الاجتماعي”. وقالت إن “العنف ليس قدرا محتوما، وأن الحفاظ على حياة أبنائنا واجب ديني وإنساني ووطني، وأن مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة تقع على عاتق الجميع، مؤسسات ومدارس وأطار شبابية وأهلية، وأفراد المجتمع كافة”.

وأضافت أنه “خلال الاجتماع الطارئ، تقرر اتخاذ جملة من الخطوات الاحتجاجية؛ أولا إعلان (الثلاثاء) يوم توعوي في المدارس وتخصيص حصص لموضوع العنف والجريمة بالمجتمع العربي؛ ثانيا الدعوة لمظاهرة قطرية بدعوة من لجنة المتابعة وبلدية عرابة واللجنة الشعبية والأطر والأحزاب المحلية لتكون صرخة مدوية في وجه هذه الآفة، وذلك يوم السبت القادم الموافق 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الساعة الثالثة عصرا؛ ثالثا مطالبة الشرطة والجهات الرسمية بالتحرك العاجل والجدي لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة، وعدم السماح باستمرار حالة الانفلات الأمني”.

عن “عرب 48

رابط قصير:
https://madar.news/?p=348357

تعليقات

آخر الأخبار