الشريط الأخباري

هل دخل الفايكينغ الإسلام حقاً؟ اكتشاف كتابة “الله” و”علي” على أكفان الموتى قد يكون دليلاً على تشيّعهم

مدار نيوز، نشر بـ 2017/10/13 الساعة 12:14 صباحًا

مدار نيوز \ وكالات \ أثار وجود لفظ الجلالة “الله” منقوشاً بشكل معكوس على ملابس دفن الموتى الخاصة بالفايكينغ، مقاتلي السويد والنرويج والدنمارك القدامى، دهشةَ العلماء، ما يطرح أسئلة حول تأثير الإسلام في البلدان الاسكندنافية.

على مدى أكثر من 100 عام، حُفظت ملابس يُقال إنَّها كانت الزي الرسمي للدفن في عصر الفايكينغ. لكنَّ فحصاً جديداً لهذه المنسوجات التي وُجدت داخل قبور تعود للقرنين التاسع والعاشر، ألقى الضوء بصورةٍ رائدة على وجود صلة بين عصر الفايكينغ والعالم الإسلامي.

إذ عُثِرَ على أنماطٍ مُطرزة بالحرير والخيوط الفضية تحمل كلمات “الله” و”عليّ”، حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.

2

من أين وصلت هذه الأقمشة؟

جاء هذا الاكتشاف على يد آنيكا لارسون، عالمة آثار النسيج في جامعة أوبسالا في السويد، خلال إعادة فحص بقايا الزي الرسمي للدفن في مقابر الرجال والنساء في القوارب أو التي التي حُفِرَت في الأصل في منطقتي “بيركا” و”جملا أوبسالا” في السويد، في أواخر القرن الـ19 والقرن الـ20.

5

أصبحت آنيكا مهتمةً بالقطع الصغيرة المنسية، بعد أن أدركت أنَّ الخامات المُستخدمة قد جاءت من آسيا الوسطى، وبلاد فارس، والصين.

وتقول آنيكا إنَّ التصاميم الهندسية الصغيرة جداً (لا يزيد ارتفاعها عن 1.5 سم) لا تُماثل أي شيءٍ قابلته في الدول الاسكندنافية من قبل.

وأوضحت: “لم أستطع التعرُّف عليها تماماً، ثم تذكرتُ بعدها رؤيتي تصاميم مماثلة في إسبانيا، على منسوجات المغاربة”.

هل تأثرت معتقدات الفايكينغ بالإسلام؟

أدركت آنيكا بعد ذلك، أنَّها لم تكن تنظر إلى أنماط منسوجات الفايكينغ مُطلقاً، ولكنَّها مخطوطات كوفية عربية قديمة.

وكانت هناك كلمتان مُكررتان. تعرفت على إحداهما بمساعدة زميلٍ إيراني، وكانت الكلمة هي اسم “علي”، رابع الخلفاء المسلمين الراشدين.

ولكنَّ الكلمة التي كُتِبَت بجوار كلمة “علي” كانت أصعب في معرفتها. ولحل اللغز، قامت بتكبير حجم الحروف وفحصتها من جميع الزوايا، بما في ذلك من الخلف.

وتقول آنيكا: “رأيتُ فجأةً كلمة “الله” وقد كُتبت بحروفٍ معكوسة”.

وبالفعل وجدت آنيكا الأسماء منقوشةً على 10 قطع على الأقل من بين القطع المئة التي أجرت الفحص عليها، وكانت الكلمتان تظهران معاً على الدوام.

ويُثير الاكتشاف الجديد الآن أسئلةً آسرة حول شاغلي تلك القبور. ففي هذا الشأن، تقول آنيكا: “لا يمكن تماماً استبعاد احتمال أنَّ من دُفِنوا في تلك القبور كانوا مسلمين. ونحن على علمٍ من خلال بعض الحفريات الأخرى داخل المقبرة أنَّ الحمض النووي أظهر أنَّ بعض الناس المدفونين فيها جاؤوا من بلاد فارس”.

واستكملت قائلةً: “ومع ذلك، فمن المُرجح أن تُشير هذه النتائج إلى أنَّ تقاليد الدفن في عصر الفايكينغ قد تأثرت بالمعتقدات الإسلامية، مثل الحياة الأبدية في الجنة بعد الموت”.

ويعمل فريق آنيكا حالياً مع قسم علم المناعة، وعلم الوراثة، وعلم الأمراض بالجامعة لتحديد الأصول الجغرافية للأجساد التي ترتدي ملابس الدفن.

التاريخ يفسر

ولطالما أثبتت الروايات التاريخية، واكتشاف العملات الإسلامية في أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي ارتباط الفايكينغ بالعالم الإسلامي.

وقبل عامين، أعاد الباحثون دراسة خاتمٍ فضي وُجِدَ في قبر أنثى في جزيرة بيركا السويدية، ووجدوا عبارة “لأجل الله” على الحجر المُرصَّع به الخاتم.

3

ومرةً أخرى، كان النص مكتوباً بالخط الكوفي، الذي طُوِّرَ في مدينة الكوفة العراقية في القرن السابع، وهو أحد أول الخطوط العربية المستخدمة في كتابة القرآن الكريم.

وما يجعل اكتشاف أنيكا مثيراً للاهتمام بهذا الشكل، أنَّ هذه هي المرة الأولى التي تُكتَشَف فيها عناصر تاريخية تذكر اسم “علي” في الدول الاسكندنافية.

وتقول: “يتكرر اسم “علي” مراراً بجانب كلمة “الله”. أعرف أنَّ شخصية علي تحظى بتقديرٍ كبير لدى الشيعة، أكبر الأقليات الإسلامية، وكنتُ أتساءل ما إن كانت هناك أي صلةٍ بينهما”.

ومع أنَّ كلاً من السنة والشيعة يُجِلُّون عليّاً، ابن عم النبي محمد وصهره، فإنَّه يحظى بمكانةٍ رفيعة بين الشيعة على وجه الخصوص.

ويقول أمير دي مارتينو، رئيس برنامج الدراسات الإسلامية في الكلية الإسلامية بلندن: “يشير استخدام اسم علي إلى وجود صلة بين الفايكينغ والشيعة”.

ويضيف دي مارتينو، الذي يعمل أيضاً رئيساً لتحرير مجلة الإسلام اليوم الشيعية البريطانية: “لكن من دون وجود عبارة “ولي الله” مصاحبةً للاسم، قد لا يكون هذا ناتجاً من الثقافة الشيعية السائدة، لكنَّه نقل خطأً من شيءٍ منها”.

وتابع: “يشير النمط المنقوش إلى أنَّ مكانة عليّ مساوية لمكانة الله، وبالتالي، هناك احتمالٌ ضئيل أنَّ هذا متصل بالحركات المُهمَّشة المتطرفة الصوفية، التي نشأت في وقتٍ مبكرٍ جداً، والتي كانت تؤمن بذلك. لكن أغلب الظن أنَّه نمط نُسِخَ بصورةٍ خاطئة”.

غالباً ما يشار إلى اسميّ الله وعلي حتى يومنا هذا، في أنماطٍ غامضة داخل مقابر وكتب الطوائف الشيعية الصوفية، مثل العلويين والبكتاشيين (طائفة دينية يتركز وجودها في تركيا)، لكن دائماً ما يرافقهما اسم محمد. ويمكن أن تتضمن هذه النصوص أحياناً نصوصاً معكوسة.

ولكن على عكس ما اكتشفته أنيكا، عادةً ما تشمل هذه الأمثلة كلا الأمرين؛ الاسم مكتوب بصورته الصحيحة، والعكس، بينما لفظ الجلالة “الله” الذي اكتشفته أنيكا كتب معكوساً فقط.

وترى الباحثة السويدية مع ذلك، أنَّ اكتشافها اكتشافٌ واعد بحق.

فوفقاً لقولها: “الآن، وبعد أن صرتُ أنظر إلى أنماط الفايكينغ بصورةٍ مختلفة، أنا متيقنة من أنَّني سوف أجد مزيداً من النقوش الإسلامية في الشظايا المتبقية من هذه الحفريات، وغيرها من منسوجات عصر الفايكينغ”.

وتابعت: “من يدري؟ ربما أجدها حتى في قطعٍ أثرية غير منسوجة أيضاً”.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=59228

تعليقات

آخر الأخبار