اقرأ وأتلف”: الوثيقة الأكثر سرية عن الطائفة الدرزية

مدار نيوز/نابلس- ترجمة محمد أبو علان دراغمــة: 31-8-2019: كتبت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية: العلاقات بين اليهود والدروز في البلاد عاشت حالات من الصعود والهبوط منذ أحداث 1936-1939 مروراً ب”حرب الاستقلال”، من حروب”إسرائيل” وحتى قانون القومية، تقرير استخباري إسرائيلي صنف “سري جداً” صادر عن وحدة سرية في الجيش الإسرائيلي، والذي ينشر لأول مرّة يدل على العلاقات المعقدة مع الطائفة الدرزية خلال ما يسمى ب “حرب الاستقلال”.
وعن الطائفة الدرزية جاء في التقرير، الطائفة الدرزية عملت في البداية في إطار جيش الإنقاذ، وضد اليهود في منطقة “يوحنان وحيفا ومواقع أخرى، ولكن بعد انتصار الجيش الإسرائيلي انتقلوا وبشكل تدريجي للعمل لصالح دولة “إسرائيل”.
وفق التقرير ألاستخباري الإسرائيلي، عمل الدروز في جيش الإنقاذ كان لدواعي اقتصادية في جزء منه، ونتيجة ضغط خارجي من السوريين، وجزء من الجنود الدروز انشقوا من المعركة ضد الجيش الإسرائيلي، وجزء منهم تجسس لصالح “إسرائيل”.
وتابعت يديعوت أحرنوت: تقرير من 15 صفحة كتب في الأول من آب 1948، كانت إشارات مختلفة للدروز في حدود السيادة الإسرائيلية (عسفيا والدالية)، وفي المناطق التي لم يتم احتلالها بعد الجن والجرمق، كان شعور شك كبير تجاههم، ويمكن تفسير ذلك بوجود الدروز بين المطرقة العربية والسندان اليهودي، وهناك من يشبه وضعهم بوضع السوريين في هضبة الجولان اليوم.
وعن الوثيقة نفسها كتبت الصحيفة العبرية، نتيجة الحساسية العملياتية والسياسية للوثيقة كان من المفترض أن تكون دمرت بالكامل، حيث كتب على العلاف “اقرأ وأتلف”، إلا أن هناك من تلقى التقرير وتجاوز الأوامر، واحتفظ بالتقرير لنفسه.
التقرير معروض الآن للبيع في معرض ومكتبة للكتب، المختص في التاريخ وصاحب المعرض والمكتبة الدكتور بيلخ قال، لا أعلم من قام بكتابة التقرير، ولكن من الواضح أن وحدة سرية في الجيش الإسرائيلي قد تكون تقف خلف ذلك.
وتابع المختص في التاريخ حديثه بالقول:” في تلك الفترة لم تكن حماية، كان فقط الجيش الإسرائيلي، ولم يكن في حينه لا موساد ولا شاباك، قد يكون كتبت في وحدة الاستخبارات التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية والتي منها ظهر لاحقاً جهاز الموساد الإسرائيلي، يعتقد أن نسخة واحدة بقيت نتيجة مخالفة الأوامر”.
ووفق الدكتور بيلخ أيضاً، الطلب بإتلاف التقرير بعد القراءة لا يشير فقط لأهميته الاستخبارية، ولو كانت الأهمية استخبارية فقط لما طلب إتلافه بعد القراءة، بل هناك أيضاً الحساسية الاجتماعية والسياسية للتقرير أمام الطائفة الدرزية.
وتابع بليخ: من جهة اعتبروا عملاء ل “إسرائيل”من داخل جيش الإنقاذ، ومن الناحية الأخرى نحن لا نثق بهم 100%، وفي ذلك الوقت كان الدروز من ناحية يخضعون لولاء للعرب والإسلام، ومن ناحية أخرى كانوا في المنطقة التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد هزيمتهم.
ومما كتب في التقرير، العرب يشكون بالدروز بأنهم طابور خامس، ويتجسسون لصالح “إسرائيل”، وعلى ذلك رد بيان صدر عن جيش التحرير، أو من قيادة حيفا، أومن اللجنة الوطنية في حيفا، وجاء في البيان:
” أخي العربي، لا تفكر أن الدروز أعدائنا، هم أصدقاء لنا وأعداء لليهود في البلاد، وفي جميع أنحاء العالم، حتى لو تعثرنا، وقتلنا بعضا البعض، يجب أن لا نذكر ذلك، نحن لا نرى فيهم كأصدقاء فقط، بل أخوة، أم أن الدروز واليهود قلب واحد؟، هم لنا ونحن لهم، ووقع على البيان أنيس، وهو غير معروف.
كما كتب كاتب البيان بطولات المحاربين الدروز قائلاً:” الكتيبة الدرزية وصلت فوراً لموقع المعركة، طوال اليوم دارت معارك حول القرى المحتلة، وهنا ظهرت القدرات القتالية للكتيبة الدرزية، وظهرت أوجه القصور أيضاً، تسع مرات اقتحم الدروز المواقع اليهودية، كانت لهم لياقة بدنية عالية، روح قتالية، ودقة في إطلاق النار، استخدام فعال للميدان، وتغطية مناسبة للتقدم، كل هذا مقابل الصفات الموثقة لدينا عن الدروز وهي غياب تكتيك صحيح، وغياب المثابرة ،وغياب الخطط”.
وتابع كاتب الوثيقة:”بعد انتهاء المعركة انتهت الذخيرة لدى المقاتلين الدروز، انسحبوا وتركوا خلفهم عشرات القتلى من بينهم القائد المحبوب لديهم حمد البالي، خسارة المعركة سرعت الإحباط، أقارب الدروز المحليين القتلى قالوا أن المعركة كانت خطأ سياسي”
بعد المعركة بدأت سلسلة لقاءات بين اليهود وضباط الكتيبة الدرزية، اللقاء الأول في28-4-1948 أعرب الضباط الدروز رغبتهم في التجند “للهجانا”، وفي لقاء ثاني اقترح ضابط درزي بأن لا يتجندوا “للهجانا”، التقديرات أن قوتهم ستكون صفرية، سيستمرون في العمل في كتيبة سجيف، في نهاية الأمر تم الاتفاق على سلسلة من الأعمال التخريبية، وعلى حركة تمرد في الكتيبة”.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=149154