الشريط الأخباري

بالفيديو.. متحف الخليل.. الكنز المفقود

مدار نيوز، نشر بـ 2017/03/08 الساعة 5:35 مساءً

الخليل – مدار نيوز: في حارة الدارية بالبلدة القديمة في الخليل، علقت يافطة على جدار “حمام سيدنا ابراهيم” الذي يعود الى 800 عام مضت، لارشاد الزوار الى متحف البلدة القديمة، الذي اعيد افتتاحه عام 2011، لكنه سرعان ما اغلق بدواعي الترميم، وازيلت اليافطة، واختفى “الافتتاح”، من تصريحات المسؤولين.

وبين ان الجهات المسؤولة تنوي تحويله الى قاعة لاستقبال الزوار ولعرض كيفية عمل الحمام التركي افتراضيا، كبديل عن المتحف.

وكانت التصريحات التي القيت يوم افتتاح المتحف بتاريخ 23-1-2011 تحت رعاية وزير الحكم المحلي د. خالد فهد القواسمي في حينها، وبحضور محافظ الخليل كامل حميد وشخصيات وطنية ورسمية، اشادت باعادة افتتاح المتحف واهميته، حيث قالت لجنة اعمار الخليل التي اشرفت على اعادة افتتاحه بعد اغلاق المنطقة بامر عسكري عام 1999 بتكلفة 35 الف دولار، “المتحف خطوة مهمة لحفظ دفائن محافظة الخليل التي يعود تاريخ كثير منها إلى عصور قديمة.

واضافت “شكّل الحمام التركي (مقر المتحف)، يعتبر معلما بارزا من معالم الخليل القديمة وعرفه سكانها كجزء من ثقافتهم المحلية وموقعا ارتاده أغلب السكان على مر الأيام”. وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قرر تحويل “الحمام التركي المعروف بحمام سيدنا ابراهيم” إلى متحف سياحي.

وتحدث المحافظ كامل حميد عن أهمية هذا العمل في إحياء البلدة القديمة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية واستقطاب الزوار والسائحين إلى البلدة القديمة، بينما اعرب الوزير عن سعادته باعادة افتتاح المتحف واهميته في الحفاظ على المنطقة.

وقال مدير لجنة الاعمار في حينها عماد حمدان “هذا المتحف تم ترميمه من قبل لجنة اعمار الخليل بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي حيث انه كان حماما تركيا معروفا باسم حمام إبراهيم الخليل، وقد تم ترميمه وتحويله إلى متحف، وما زال المبنى يحافظ على رونقه وشكله التاريخي، ما يفسر أهمية تحويله إلى متحف يجذب السياح الفلسطينيين والأجانب إلى البلدة القديمة”.

واليوم، وبعد 6 سنوات من افتتاح المتحف، تجنب المسؤلون الحديث عن اعادة افتتاح المعرض عام 2011، واكتفوا بالحديث عن فترة ترميمه عام 98 واغلاقه عام 1999 عام، حيث قال مسؤول قسم السياحة والاثار في بلدية الخليل المهندس علاء شاهين ان المتحف مغلق منذ اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000، مضيفا ان موقع المتحف داخل مبنى الحمام التركي القريب من المستوطنين جعله غير آمن، لذلك تم اغلاقه (المتحف).

واشار الى ان يجري الان اعادة ترميم للمكان من اجل تحويله بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار ولجنة اعمار الخليل، الى مركز لاستقبال زوار المدينة، ومكان لتجسيد مراحل الحمام التركي وطريقة عمله من خلال تقنيات تكنولوجية.

ونفى شاهين ان يكون تم اعادة افتتاح المتحف عام 2011، بالرغم من تاكيدنا على السؤال اكثر من مرة، مشددا ان “الاغلاق تم عام 2000 ومن ثم بدأ العمل على ترميمه عام 2014 بعد تقديم الطليان مشروعا لترميمه”.

ولفت الى ان هناك رؤية (مع وزارة السياحة) لاقامة متحف سيادي يليق بالمدينة في منطقة بئر حرم الرامة، ليكون البوابة السياحية للخليل.

وحول المقتنيات التي كانت موجودة في المتحف، اوضح ان المتحف تعرض لاعتداءات، وتم تكسير بعض القطع وجزء منها بقي مع وزارة السياحة، وان القطع لم تكن اثرية قديمة.

من جهته، قال عماد حمدان، من لجنة اعمار الخليل ان “المبنى بات جاهزا لافتتاحه خلال شهر ايار المقبل، ليكون مركزا لاستقبال الزوار، ومعرضا افتراضيا لمراحل عمل الحمام التركي”.

واضاف “المبنى الذي استخدم كمتحف قبل ان تقوم سلطات الاحتلال باغلاقه عام 2000، بقي مغلقا حتى تمكنت اللجنة من افتتاح مدخل جديد له، وبدأت العمل على ترميمه بعد وصول المنحة الايطالية عام 2014”.

وبعد الاستفسار اكثر حول الافتتاح الذي اقامته اللجنة عام 2011 أقر انه أعيد افتتاحه كمتحف، دون ايضاح التفاصيل، لكنه اشار الى ان المبنى لن يتم العمل فيه كمتحف بعد اعادة افتتاحه، بل كمركز لاستقبال الزوار.

وعزا اسباب ذلك الى خطورة ذلك بسبب مجاورته لبؤرة استيطانية، ولوجود جسر لتنقل المستوطنين ونقطة عسكرية على سطحه، وتعرضه لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين الذين يعتدون على قبابه الزجاجة، ما يسمح بدخول الامطار والاوساخ الى داخل المبنى مما يؤثر على محتوياته.

من جانبه قال مدير عام وزارة السياحة والآثار في الخليل، أحمد الرجوب انه “تم ترميم المبنى من قبل لجنة اعمار الخليل وافتتاحه كمتحف عام 1998 واغلق من قبل سلطات الاحتلال بعد اندلاع انتفاضة الاقصى”.

واشار الى ان المتحف تعرض لاعتداءات من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين حيث قاموا بتحطيم محتوياته ونهب بعض القطع، وتم اغلاق مدخله الرئيسي واقامة بؤرة استيطانية على مدخله، وكذلك تم تحويل سطح الحمام الى نقطة عسكرية.

واضاف “طواقمنا استطاعت انقاذ ما تم انقاذه، واستراداد جزء من المقتنيات التي كانت موجودة بداخله، وبقي مغلقا حتى بدأت لجنة اعمار الخليل العمل فيه عام 2014، وحاليا نحن نعمل على تحويله الى مركز زوار للبلدة القديمة”.

وبعد السؤال عن الافتتاح الذي تم عام 2011 والزيارة التي تمت له، قال انه تم الدخول الى المتحف من باب خلفي جديد تم استحداثه لاعادة استخدام المبنى، مشيرا الى ان لجنة الاعمار حاولت اشغاله بعد عام 2011 خشية مصادرته، دون ايضاح طبيعة الاشغال، الا انه عاد وقال “بعد وصول منحة مشروع الترميم عام 2014 ولجنة الاعمار تقوم باصلاحه ليتنسى لنا افتتاحه خلال شهر ايار المقبل كمركز استقبال”.

وحول مجموعة المقتنيات الاثرية التي كانت في المتحف، اوضح ان “قسما منها تعرض للتحطيم والنهب من قبل المستوطنين، والقسم الاخر بحوزتنا بالوزارة”.

وقال طارق تميم وهو من النشطاء الذين يعمل على مبادرات لتنشيط السياحة في المدينة، ان “المتحف كان قبلة لزوار البلدة القديمة، وبشكل مفاجئ تم اغلاقه، وبعد استفسارنا من لجنة اعمار الخليل، تحدثوا عن اغلاقه لاسباب تتعلق باعادة ترميمه، وبعد فترة تم ازالة اليافطة، واختفى المتحف”.

وحسب تميم فان “المبنى كان مؤهلا لاستقبال السياح، وازالته تصرف غير مبرر باعتباره احدى المحطات الرئيسية للوفود السياحية التي تزور الخليل”.

“القدس” دوت كوم

تقرير سابق لـ”العدس دوت كوم”

رابط قصير:
https://madar.news/?p=32763

تعليقات

آخر الأخبار