الشريط الأخباري

الندم .. قاسم مشترك أعظم بين ياسر عرفات و بشار الاسد ..بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2024/12/13 الساعة 1:07 مساءً

مدار نيوز \

رغم الاختلافات و الفروقات العديدة بين الرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات و السوري بشار الأسد ، الا أن هناك قاسما مشتركا كبيرا “أعظم” بينهما ، برز في الأيام ، و ربما الساعات الأخيرة من حكمهما ، مفاده (ملخصه) ، الندم . الأول على “السلام” الأوسلوي الذي جنح اليه مع إسرائيل ، و عايشه بحلوه و مره لأكثر من عشر سنوات ، حتى دفع حياته عند هذا المذبح ، و معه حياة المئات و ربما الالاف في انتفاضتي النفق عام 1996 ، و انتفاضة الأقصى عام 2000 ، و قد نقل عنه و هو في الحصار الذي طال سنوات ، و قطعوا عنه الماء و الكهرباء ، و أنهم حين سمحوا له بالسفر الى باريس للعلاج ، كانوا يعلمون أنه لن يعود حيا .

نقل عنه ، انه همس في أذن أكثر من مقرب مخلص اليه ، ان “أوسلو” كان فخا ، و وقع فيه . لم يقل ما إذا كان الفخ إسرائيلي ام أمريكي ام عربي ، أم كل هؤلاء . أما بشار الأسد ، الذي لم يمت ، لكي يرتاح من سوءة الندم ، فندمه قائم على أنه لم يضرب إسرائيل بكل هذا السلاح الذي جمّعه و راكمه ، هو و أبوه من قبله ، على حساب جوع شعبه و شظف عيشه ، حتى جاءت إسرائيل و دمرته في أوسع و أسرع عملية قصف في تاريخها ، إذ شاركت في عملية القصف 350 طائرة مقاتلة .

تتواصل خيوط الندم ، في ملاحقة بشار ، عندما نأى بنفسه عن دعم واسناد محور المقاومة بعد طوفان الأقصى على مدار أربعة عشر شهرا طويلا و ثقيلا على قطاع غزة ، لم يشارك برصاصة ، و لا حتى بمظاهرة شعبية مليونية او حتى ألفية ، و ظن بهذا انه يحفظ رأسه .

و تواصلت خيوط الندم ، ليقف الموقف السلبي نفسه من جنوب لبنان ، و من حزب الله الذي فقد قيادته كلها في دقيقة واحدة متناسيا ان هذا الحزب هو تقريبا الذي حماه و حمى بلاده من السقوط في براثن الإرهاب الدولي التكفيري .

حتى جاء اغتيال حسن نصر الله بما كان يمثل للبنان و سوريا و فلسطين و المقاومة عموما ، نأى بنفسه لدرجة لم تخل من الخسّة ، إذ لم تتحرك جنازة رمزية رسمية او شعبية واحدة ، و لا حتى تأبينا اربعينيا على رحيله ، فبدا كما لو ان سوريا في اسكندنافيا ، نائية وباردة .

و تستمر خيوط الندم تلاحقه في صحوه و في نومه ، لماذا لم “ينفض” هذا الحزب الفاسد الذي استقدمه ليرث أباه قبل ربع قرن ، لماذا لم يرفض ذاك التوريث الارعن بعد ان قام الحزب بتغيير الدستور ، أما و أنه قبل ، بحكم حداثة السن و التدخل بدهاليز السياسة ، فكان عليه ان يغير من هذا الحزب و ممارساته و اساليبه التي ترقى الى درجة الجرائم .

كان عليه ان يستنبط ذلك من الحزب التوأم في العراق بعد سقوط بغداد ، الذي تحول بعض قياداته الى داعش ، او الى استعداد أحد مسؤولي جبهة التحرير العربية الموالية للحزب في فلسطين ، “الى مجرد بسطار في قدم الجيش السعودي” .

هذا الندم من النوع الأسود ، الذي لا يقدم و لا يؤخر ، كندم التي حبلت بالحرام ، و فات موعد إجهاضها ، و يشبه الى حد كبير ، استشراء المرض الخبيث في أعضاء الجسم الحيوية ، يضرب اول ما يضرب في الأجزاء الأكثر هشاشة ، كالرئة و الدماغ ، ندم يضرب في النفس فيحولها الى جحيم لا يطاق ، و قد يقود الى الانتحار .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=328247

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار