الشريط الأخباري

المقاومة أمر ما حتمي .. و دمشق تعطي للعروبة شكلها .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/01/14 الساعة 4:23 مساءً

مدار نيوز \

ما زال الكثيرون من المؤمنين بالمقاومة ، فكرا و انتماء و تأييدا ، يعيشون حالة الصدمة جراء سقوط سوريا هذا السقوط المروع ، و حتى يتمكنوا من إعادة الوقوف على اقدامهم من جديد ، عليهم مغادرة هذا المربع المراوح بأسرع ما يستطيعون ، فالإنكار اذا ما طال و استطال ، يتحول الى حالة مرضية قد يصعب التشافي منها .

أولا : عليهم الإقرار ان النظام الذي كان يحكم سوريا ، هو نظام طحلبي شائخ ، طالح ، فاسد ، لا تربطه بسوريا الأرض و سوريا الشعب الا روابط مصلحية ذاتية متعادية مع تطلعات الناس في العيش الحر الكريم ، و إذا كان البعض ، و أنا واحد منهم ، يتطلعون الى “وطنية” النظام مقارنة بالانظمة العربية الأخرى ، فهذه كانت “وطنجية” أكثر منها وطنية ، بمعنى انها مجرد شعارات يلهج بها صيف شتاء حتى وصلت الى أكثر من نصف قرن .

ثانيا : النظام الجديد الذي “حرر” سوريا ، هو ليس جديدا ، فهو معروف انه إرهابي تكفيري من إفرازات تنظيم القاعدة ، حتى لو خلع الدشداشة و استبدلها بربطة العنق ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى هو لم يحرر سوريا ، التي كانت آيلة للسقوط ، بمعنى انه لم يدخل حربا تمتد الى عشر سنوات و لا حتى عشرة أيام ، و سقطت العاصمة قبل ان يصلها بدون رصاصة واحدة

. ثالثا : صحيح ان هناك الكثيرون من الدول في العالم تعترف به و تدعمه و تتهافت بالدور على زيارته ، لكن هذا أمر طبيعي ، فهذه هي الدول التي أشرفت على تأسيسه و تمويله و تدريبه و تسليحه على مدار سنوات ، و لهذا تأتي اليوم لقطف ثمار ما زرعته بالأمس ، و لسرعان ما ستختلف معه و عليه ، لوجود من هو أقرب منها اليه .

مثلا ، انها اختلفت مع ايران عليه بدعوى انها شيعية ، و ستختلف مع تركيا عليه بدعوى انها ليست عربية .

رابعا : يرى البعض الطامع ان الحل يكمن في التقسيم الجغرافي او الطائفي ، كما حصل مع العراق و من قبل مع لبنان والصومال و السودان و اليمن ، و لأن طبيعة الشعب السوري ليست طائفية ، فإن الأرجح هو التقسيم الجغرافي ، و هذا أشبه بالتحصيل الحاصل ، فثلث سوريا تحت حكم الاكراد ، تتنازعهم تركيا في الشمال ، و الجنوب وضعت إسرائيل يدها عليه و أظن اسنانها أيضا .

خامسا : لهذا كله فإن “المقاومة” في سوريا أمر بديهي ، بل و حتمي ، الحديث هنا لا يدور عن فلول النظام ، بل عن المتمردين على النظام من العسكر ، و من ضمنهم “الجيش الحر” ، حزب الله الذي دفع اثمانا باهظة في التصدي للجماعات التكفيرية ، قوى و أحزاب و حركات ثورية تقدمية لا يروق لها تحويل الدولة الى دولة دينية ، واستبدال نظام الأسد البائد بقوى بائدة ، فبين الأعشاب الضارة ، ينبت الزعتر ، حتى لو اضطر ان يشق الصخر .

الفلّ يبدأ من دمشق بياضُه * وبعطرها تتطيب الأطياب / والماء يبدأ من دمشق .. فحيثما أسندت رأسك جدول ينساب / والشعر عصفور يمد جناحه فوق الشآم .. وشاعر جوّاب / والحب يبدأ من دمشق .. فأهلنا عبدوا الجمال وذوّبوه .. وذابوا ..والخيل تبدأ من دمشق مسارها * وتشد للفتح الكبير ركاب / والدهر يبدأ من دمشق .. وعندها تبقى اللغات وتحفظ الأنساب / ودمشق تعطي للعروبة شكلها وبأرضها , تتشكل الأحقاب … نزار قباني .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=330328

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار