الشريط الأخباري

يا قرد بدي أسخطك ..بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/03/14 الساعة 12:42 مساءً

مدار نيوز \

قد يظن البعض أن المثل أعلاه “يا قرد بدي أسخطك” مقتصر على الشعب في غزة التي تعرضت للابادة الجماعية و التطهير العرقي الغزاوي و الدمار شبه الكامل ، في ظل التهديد اليومي لبنيامين نتنياهو باستئناف الحرب و فتح أبواب الجحيم و القضاء على حماس و تحرير الاسرى المختطفين ، كشعار دائم منذ السابع من أكتوبر 2023 ، وسط تصفيق شركائه في الحكومة من اقطاب اليمين المتطرف . بلا أدنى شك ، سيقول الغزيون خاصة الثاكلين و المصابين و النازحين و الجائعين و اليتامى و المفلسين و اليائسين و البائسين ، و هؤلاء هم السواد الأعظم من الناس ردا على “يا قرد بدي اسخطك” : إسخط ، و لربما يقول البعض ما هو أصعب : اللي بيطلع في ايدك ، يطلع في (……) . الفلسطيون في الضفة الغربية أيضا ، يكاد يصل حالهم الى حال اخوتهم في القطاع ، فالانتهاكات الاجرامية التي يتعرضون لها تكاد تكون جرائم حرب مكتملة الأركان ، تبدأ من الاقتحام فالقنص و القتل و الجرح و الاعتقال و الضرب و الاغلاق و المصادرة و الهدم و الحواجز ، و لا يقتصر الامر على جنين و طولكرم و سلفيت و قلقيلية التي تعرضت للتجويع و قطع الكهرباء ، بل جميع المحافظات و جميع المدن و القرى و المخيمات ، هم أيضا بدون فسحة أمل إزاء الحل السياسي ، بل أن تجار هذا “الأمل” وصلوا الى اعتاب هذه المرحلة اليأساوية ، حتى وصل الامر بغالبية الناس ان يقولوا ردا على “يا قرد بدي اسخطك” : إسخط . في إسرائيل ، ذوو الاسرى المختطفين لدى المقاومة ، و أقرباؤهم و اصدقاؤهم ، و جميع من يؤيد إعادتهم أحياء ، و الثاكلون و الجرحى و المصابون جسديا و نفسيا و عقليا ، و النازحون و الاحتياطيون و الحريدون و سكان الشمال و الجنوب ، و معهم أحزاب المعارضة ، وصلوا الى مرحلة “يا قرد بدي أسخطك” ، فيردوا عليه ، على نتنياهو : اسخط . هل تريد أكثر من هكذا سخط ، سخطتنا في يوم 7 أكتوبر ، و سخطتنا عندما لم تعد اسرانا أحياء كما و عدت ، و سخطتنا عندما وعدتنا ان الحرب بضعة أسابيع فاذا بها تمتد 15 شهرا و لمّا تنتهي بعد ، عرضتنا لآلاف صواريخ حزب الله و العراق و اليمن و ايران ، و أدخلتنا الى الملاجيء بالملايين كما الارانب ، و هجرتنا من بيوتنا في قرانا المتاخمة ، و حولتنا الى دولة منبوذة كريهة تواجه خطر ادانتها بارتكاب الإبادة ، و انت مطلوب القبض عليك بتهمة مجرم الحرب و حولت الجيش الأكثر أخلاقية في العالم الى جيش اسود على قائمة جيوش العار ، و احتربت مع اقرب مقربيك ، بن غفير قدم استقالته و سموترتش في الطريق ، أقلت وزير دفاعك و رئيس هيئة الأركان و وزير الخارجية ، و الآن تنفجر فضائحك مع جهاز المخابرات حيث اطلقت عليهم عصابة مافيا ابتزازية . إن الأخطر من كل ذلك عدم ادراكك انك بكل هذا انما تسخط دولة إسرائيل الديمقراطية و الانسان الإسرائيلي ، و اليهودية كدين سماوي ، و قبل هذا و ذاك ، انك تسخط نفسك .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=333951

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار