الشريط الأخباري

هل تتعلم ايران من سقطة حزب الله .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/04/07 الساعة 8:31 صباحًا

مدار نيوز \

تزداد يوما بعد يوم احتمالات شن أمريكا الحرب القاصمة على ايران ، الخاضعة أصلا لحروب عقابية اقتصادية و مالية و صناعية و إعلامية و طائفية منذ انتصار ثورتها قبل نحو نصف قرن ، بدعوى منعها من امتلاك سلاح نووي . و الحقيقة ان أمريكا لا تحتاج الى إختلاق ادعاء او ذريعة ، لشن حربها على ايران ، فيكفي انها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تهدد إسرائيل الامريكية و تحرض ضد وجودها الاحتلالي الاعتدائي البغيض ، و ترفض الاعتراف بها بالرغم من موجة التهافت على الاعتراف بها و التطبيع معها ، سرا و علنا . لا معنى لانتصار إسرائيل على حماس في غزة و على حزب الله في لبنان ، دون الإطاحة بايران الرأس ، فهذه مجرد أدوات او مخالب في أصابع يدها الطولى ، لا يكفي قصها او تقليمها ، إذ سرعان ما ستستطيع ترميمها على أسرع مما تم تشكيلها و تسليحها و تدريبها و تمويلها ، بل انها لقادرة على تأسيس مخالب أخرى في المنطقة ، سنية و حتى علمانية ، في جغرافيا عربية أدت حرب إبادة غزة الى خلق واقع تثويري جديد فيها ينتصر لعشرات آلاف الضحايا الذين أتت عليهم آلة الحرب الإسرائيلية في إطار عقلية فاشية خلاقة “سنجعلهم يتمنون الموت فلا يطولونه” كالتجويع و التعطيش و التطبيب و البرد و التنزيح . إنه الوقت المناسب لشن الحرب عليها ، فقد فقدت اثنين من أهم مخالبها ، و تقوم حاملة الطائرات “هاري ترومان” و معها شقيقتها القادمة في الطريق “كارل فينسون” بمهمة القضاء على انصار الله الحوثي في اليمن الذين احتلوا البحر، و هو المخلب الذي اذا ما ترك ، من شأنه ان يتحول الى قوة إقليمية لا تقل شأنا عن ايران نفسها خلال العقد القادم او حتى نصفه . لكن رابعة الأثافي ، هي سقوط سوريا المذل و المعّر ، سوريا الجغرافيا و العتاد و الشعب و التاريخ و المقاومة و المستقبل ، على الأقل ، المستقبل المنظور ، و لو لم يخذل نظامها “التقدمي” العفن ، محورها ، لكانت العراق قد حسمت وسطيتها و ترددها ، او على الاقل لما كانت سوريا قد سقطت هذا السقوط المدوي ، و لما قامت اسرائيل بتدمير ترسانتها ، واحتلال مساحات شاسعة من ارضها و الدخول على نسيج شعبها “حماية الدروز”. نفترض ان ايران قد تعلمت من سقطة حزب الله ، الذي آثر الدخول في مناصرة غزة من باب جانبي اسماه “حرب اسنادية” فخسر كل ما كان يمكن ان يخسره لو دخل الحرب بكل امكانياته ، كان يمكن ان يحرر الجليل ، كما كان يقول ، وصادقه على ذلك ضباط اسرائليون كبار ، او على الأقل ، ما كان سيمنى بأكثر بكثير مما مني به . ان الطريق الدبلوماسي امام ايران ، ليس دبلوماسيا من الوجهة الترامبية النتنياهوية العرباوية ، بل استسلامي اذلالي تركيعي لحكام طغاة ، الأول مدان بثلاثة و ثلاثين جريمة جنائية ، و الثاني ملاحق بأربعة ، اما حكامنا فحدّث و لا حرج .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=335367

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار