الشريط الأخباري

عن الدجاجات التي تدافع عن مطاعم كنتاكي.. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/07/14 الساعة 11:43 صباحًا

مدار نيوز \

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا عن جبهة ثامنة يخوض غمارها ، الى جانب الجبهات السبع ؛ غزة ، الضفة ، لبنان ، سوريا ، ايران ، اليمن و العراق ، و هي الجبهة الإعلامية و التي أسماها بجبهة التضليل الإعلامي ، و هي هذه المرة ، ليست فلسطينية او عربية او إسلامية او “لاسامية” ، بل أمريكية بحتة ، رأس حربتها صحيفة نيويورك تايمز و الواشنطن بوست و السي أن أن . و لطالما أنه اعتبرها جبهة ثامنة ، فإنه استخدم ضدها كل مصطلحات الحرب و الهجوم ، و كأنا به قد فتح القاموس السياسي الحربجي العدواني ، متهما إياها بدون لف او دوران بأنها “نازية” ، و حرفيا : “تقوم بنشر أكاذيب مستندة إلى دعاية نازية جديدة من إنتاج حماس” ، و فجأة يخرج من بدلة رئيس الوزراء ، و يتحول الى نقيب صحافة عربي ، و يصب جام غضبه على هذه الصحف التي يفترض انها تدور في فلكه ، و على الصحفيين الذين لحم أكتافهم من على موائده : “عار عليكم . ما تقومون به ليس صحافة ، بل دعاية من النوع الأرخص والأكثر انحطاطًا .. ما تفعلونه يوازي القول : تلقينا تقارير من غوبلز – وزير اعلام هتلر– وهذا بالضبط ما تفعلونه . حماس هم نازيون جدد .. و في نهاية المطاف ، حماس ستنتهي مثلما انتهت بقايا وحدات (SS) النازية في ألمانيا”، و في السياق دفعته الحماسة الغوبلزية بتشبيه من يدافعون عن غزة ، كل غزة ، في شوارع العالم العريضة و العريقة ، دون تصنيفهم بأنهم “جبهة تاسعة” ، تشبيههم بـمجرد “دجاجات تدافع عن مطعم كي أف سي” (الكنتاكي) ، غير مدرك لربما انه بهذا فتح على نفسه الجبهة العاشرة ، مع هذه السلسلة من المطاعم العالمية ذات عشرات آلاف الفروع في أكثر من 150 دولة في العالم .
و “الحقيقة” التي قال نتنياهو ، انه سيخوض حرب هذه الجبهة “الإعلامية” بأسلحتها ، “أسلحة الحقيقة” ، هي انه توجه نحو النحر الفلسطيني ، فاعتقل الزميل الكفؤ ناصر اللحام ، الذي كان يسبر غور أسلحة حقيقتهم ، و حقيقة أسلحتهم ، و قتل في غزة أكثر من مئتي صحفي و صحفية ، كلهم من غزة ، و هذا العدد يعادل ثلاثة اضعاف كل صحافيي فلسطين المسجلين في النقابة مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، الكثيرون منهم قتلوا مع عائلاتهم و أطفالهم ، ذلك ان صاحب “سلاح الحقيقة” ، يمنع دخول أي صحفيين من خارجها على مدار عامين تقريبا . لكن تدشين هذا القتل ، كان للصحفية المقدسية أمريكية الجنسية شيرين أبو عاقلة قبل ثلاث سنوات ، و ظل القاتل مجهولا ، حتى قتلته المقاومة “النازية” في جنين قبل سنة ، وهو الجندي “ألون سكاجيو” من وحدة “دوفدفان” الذي رقي الى قائد فرقة قناصة في وحدة “خاروف” ، لكن قبل ثلاثة و خمسين سنة ، و في مثل هذه الأيام ، (الثامن من تموز) ذهبوا الى لبنان ، و قتلوا الصحفي غسان كنفاني ، الذي اصبح بمثابة سلاح فلسطين النووي ، الذي لا يثلم و لا يهرم و لا يقصف .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=341569

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار