و “السلام” عليكم و رحمة الله و بركاته .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
أما و أن جميع المحاولات الفلسطينية ، المقاومة منها و السلمية ، و معها جهود الوسطاء العرب المباشرين و غير المباشرين ، و جهود المنظمات الحقوقية الأممية ، قد باءت بفشل التوصل الى هدنة لوقف المذبحة الإسرائيلية على غزة ، هدنة لمدة شهرين لا أكثر ، او على الأقل وقف هذا التجويع المؤلم المؤذي لكل من يشاهده عن بعد ، الحاط بكرامة الانسان أي انسان ، المخزي لكل من له علاقة به من قريب او بعيد ، حتى لكأن هذا الخزي يطول المتفرجين عليه و الصامتين عنه صمت البهائم و القبور .
ليس بالتالي ، مطلوبا من المقاومة ، ان تتنازل اكثر مما تنازلت ، او تتراجع اكثر مما تراجعت ، كما يظن البعض و يطالبها ، من أجل ذريعة حفظ ما تبقى من دماء الأبرياء و الأطفال و النساء ، و تخفيف ألامهم و صرخات جوعهم ، فهذا من ناحية كلام حق لا يراد به أي حق ، و هو من ناحية ثانية ، بكاء تماسيح على غزة و شعب غزة الذي مكّن للمقاومة و بالتحديد لحماس ان تتبوأ قيادها ، و بالتالي لا بأس ان تدفع بعضا من ثمن ذلك ، اما من الناحية الثالثة ، فإن ليس من أحد في العالم كله ، يحمّل مسؤولية مقاومة المحتل و ضربه في خاصرته او رأسه ، للمقاومين ، و يعفي بالتالي العتاة المغتصبين على مدار عقود طويلة من البطش و العدوان و الاستيطان ، تتوجت بالابادة و التجويع على حوالي نصف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال .
لا يتماهى “السلام” مع هذه الحكومة ، حتى و لو لستين يوما ، حتى لو كانت “هدنة” مؤقتة ، فالسلام بمعناه غير السياسي ، قيمة إنسانية عالمية كبرى ، قيمة أخلاقية ، تنطوي على محبة و أخوة و انسجام واحترام و تسامح و تعاطف و تعاضد ، فكيف يمكن تطبيق ذلك على ما تم ارتكابه بحق غزة خلال العامين الأخيرين ، بل خلال حصارها حصارا مطبقا من البر و البحر و الجو عشرين سنة ، ووصفها البعض الحقوقي الدولي انها سجن كبير ، يقطعون عنها الماء و الكهرباء و الدواء متى يشاؤون ، و اليوم يحولونها الى مسلخ كبير ، كل هذا لأن حماس فازت في الانتخابات اليتيمة ، رغم انها لم تكن ترغب في هذا النزال .
لا يتماهى السلام مع الاعتداء و الاحتلال و الحصار و الاستيطان و العنصرية و الاعتقال بالمؤبدات و احتجاز الجثامين لعشرات السنين في مقابر ارقام و ثلاجات ، و قتل الأطفال الذين لا يفهمون جنسيتهم او دينهم ، فتقول انهم حماس .
و تقتل النساء العاجزات المضهدات أصلا لكونهن اناث ، و المصلين في مساجدهم او كنائسهم ، و تقول انهم حماس . ان كل من يقوم بذلك ، ثم يغتال عشرات العلماء لأنهم إيرانيين ، و يفاخر على الملأ بأنه قتلهم مع عائلاتهم ، ليس جديرا بالسلام ، كقيمة تاريخية مستقبلية عظمى ، منذ اعتمده الإسلام تحيته الرسمية ممهورا باسم الله و رحماته و بركاته .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=342268