الطنجرة التي هزت عرش اسرائيل .. بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/01 الساعة 9:07 صباحًا

نابلس \ مدار نيوز \
تعابير و مصطلحات كثيرة أطلقت في وصف ما يحدث مع دولة الرب إسرائيل ، وفق يائير لابيد في الأمم المتحدة عندما كان رئيسا لوزرائها قبل اربع سنوات ، الدولة الوحيدة من بين كل دول العالم ، التي أقيمت بكتاب ، يقصد سفر التكوين التوراتي . من بين هذه التعابير تعبير “تسونامي” ، الزلزال المائي الذي ضربها مؤخرا . يتكثف هذا الزلزال التسونامي ، من وجهة نظر مطلقيه ، على الاعتراف الجماعي المتزامن بدولة فلسطين لنخبة كبار دول أوروبا الغربية ، فرنسا بريطانيا ألمانيا هولندا البرتغال بالإضافة الى كندا و استراليا و نيوزلندة ، في أيلول القادم ، وعدا عن ان هذا الاعتراف الجماعي سيكون مشهودا ، أمام كل دول العالم في عقر دار أمريكا ، الدولة الكبرى العظمى الوحيدة التي ترفض هذا التوجه ، كان هناك زلازل تسونامية أخرى داخل هذا التسونامي ، كأن يطلب علماء و مفكرون و فنانون إسرائيليون من دول العالم بفرض عقوبات على دولتهم ، كأن تقوم فرنسا بتشجيع كندا و بريطانيا و ألمانيا المضي قدما الانضمام الى هذه الخطوة . لكن التسونامي الأخطر ، كان “الطنجرة” التي هزت عرش إسرائيل ، هي التي حركت شوارع عواصم كل هذه الدول مرة واحدة ، طنجرة الولد الفلسطيني في غزة يعود بها الى اخوته الأصغر و هي فاضية ، خاوية ، على النقيض منها ، قلبه يطفح بالحزن و الاسى و الغضب ، لا بأس ان يغطي بها رأسه لتخفيف حرارة الشمس اللهابة ، في انتظار الغد ، علّ جماعة ترامب الإنسانية المسلحة تملأها له بالطعام قبل ان يملأوا جسمه بالرصاص . الغبي فقط ، من لا يدرك ان في كل منزل طنجرة ، طنجرة واحدة على ألأقل ، سيلجأ اليها الجائع سرعان ما يضرب الجوع أطنابه على أمعائه ، و سيهرع بها نحو أقرب تكية او مركز توزيع ، و من لا تتوفر له الطنجرة جراء النزوح المتكرر ، سيلجأ الى السطل او الدلو او أي وعاء يقوم بالمهمة النبيّة المستحيلة ، التي عند قدسيتها سفكت الدماء الآدمية بسخاء منقطع النظير . الغبي فقط ، من لا يدرك ان بيوتات العالم قاطبة ، تحتوي على مثل هذه الطنجرة ، و مثل هذا الولد ، يعز على أمه او أبيه ، ان يراه هارعا بطنجرته ليطفيء جوعه ، فأقله ان تخرج الأم حاملة طنجرتها لتقرعها على مسمع حكومتها في شوارع باريس و لندن و بون و بروكسل و سدني و أتوا و لشبونة و روما و بقية عواصم العالم ، فتتحول الطنجرة الى تسونامي ، بل تصبح هي التسونامي الذي نسمع هديره في جنبات العالم ، ليتردد صداه في عاصمة التجويع و العار في العصر الحديث ، بعد ان ادعى أصحابها انها عاصمة هيكل الرب ، و دولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كلها . لو كانت كذلك حقا ، لما كان للطنجرة ان تهز عرشها و تقوض أركانها على هذه الشاكلة . و السؤال المستحق ، هل تتوقف الطنجرة عند هذا الحد .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=342714