الشريط الأخباري

إسرائيل فعليا بين النيل والفرات .. الباقي مجرد تفاصيل .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/15 الساعة 8:25 صباحًا

مدار نيوز \

كأننا غداة الثامن من أكتوبر قبل عامين ، يتهددونا بالابادة في غزة ، و بالضم في الضفة ، و التهجير القصري او الاختياري الاجباري ، و كأن احتلال ثلاثة ارباع غزة ليس كافيا ، و إبادة ربع سكانها قتلا و جرحا ، ليس كافيا ، و كأن تهجير ثلاثة ارباع سكانها و تنزيحهم من الشمال الى الجنوب و من الجنوب الى الشمال ، ليس كافيا ، و كأن تجويعهم ستة أشهر ، و استدراجهم الى وجبة ، و قتلهم بالمئات ، ليس كافيا ، و كأن استمرار هذه الحرب الابادية من طرف واحد ووصولها الى مشارف عامها الثالث ، ليس كافيا .

يقف ملك إسرائيل غير المتوج ، يشرح عبر وسائط الشرح و الرسومات و الخرائط و اسفار الخروج و الملوك و الوعود الإلهية ، خطة احتلال كل غزة ، و استدعاء مئة ألف جندي احتياط ، كما لو أنهم خراف ، فإسرائيل وفق الاله الأرضي ترامب صغيرة بحجم رأس دبوس على طاولة ، متسائلا : كيف ان إسرائيل تخلت عنها – عن غزة – من قبل .

و يقف سموترتش ، في مستوطنة معاليه ادوميم “الخان الأحمر” ، يصادق على بناء نحو أربعة الاف وحدة جديدة في المنطقة التي تنهي “وهم الدولتين” مقدمة لإعلان ضم الضفة ، او إعادة يهودا و السامرة لمملكة إسرائيل .

في هذا الخضم من الفاشية الدموية الاجرامية الدينية العنصرية الاعتدائية الاحلالية ، كما لو ان الفلسطينيين ليسوا بشرا و لا آدميين ، كما لو أنهم شعبا زائدا ، لا بد من اجتثاثه و اقتلاعه ، تأتي عملية اغتيال الصحفيين الستة في خيمتهم في حرم المستشفى ، و رغم تبني إسرائيل لعملية اغتيالهم ، بل التباهي و التفاخر بذلك ، تذهب دول عظمى لتطالب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة في هذه الجريمة ، تحقيق في ماذا ؟ لا أحد يفهم ، و لكنه اقل سوءا من موقف دول أخرى كأمريكا التي لم تنبس ببنت شفة ، لكنه أقل سوءا من الموقف العربي الإسلامي الذي شجب و ندد واستنكر ، و على مدار السنتين الماضيتين ، كأنا بالشجب و التنديد و الاستنكار ، قد مل شجبهم و تنديدهم و استنكارهم ، حتى جاء نتنياهو مرة أخرى ، مستندا الى إطمئنانه ، أن العرب لم يغادروا مربع الشجب و الاستنكار و التنديد ، ليعلن انه بالتأكيد يريد شرق أوسط جديد تستولي فيه إسرائيل على ارضها الموعودة من النيل الى الفرات .

انه اليوم يبسط قوته جنوب الليطاني ، يطارد حزب الله و سلاحه عبر السلطة الشرعية و الجيش العربي ، و يهدد عمليا الجنوب السوري حتى مشارف العاصمة دمشق ، عوضا عن جبل الشيخ و الهضبة التي أصبحت إسرائيلية صرفة منذ حوالي نصف قرن ، و غور الأردن المرصع بالمستوطنات ، لكنه من خلال اكراد العراق في كركوك و الموصل و السليمانية ، المرصعة بخلايا الموساد السرية و العلنية ، قد وصل الى الفرات ، أما من خلال اثيوبيا و سد النهضة الذي سيتم تدشينه في أيلول القادم ، يكون قد وصل الى النيل ، و الباقي مجرد تفاصيل .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=343575

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار