الشريط الأخباري

أمريكا دولة كاسرة فاجرة تتقاسم مع إسرائيل الوقوف تحت مزاريبها   بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/29 الساعة 11:28 صباحًا

مدار نيوز \

هذه ليست “عظمة” أمريكا التي يتحدث عنها ترامب ، او حتى تلك التي فقدتها ، و يريد هو شخصيا ان يعيدهما لبعضهما ؛ العظمة لأمريكا ، أو أمريكا للعظمة .

نسوق ذلك في معرض وقوف أمريكا “العظيمة” وحيدة أمام اربع عشرة دولة أعضاء مجلس الامن في الجلسة الأخيرة بشأن العدوان الابادي على غزة و جريمة التجويع ، من بينها أربع دول عظيمة أخرى ، اثنتان حليفتان تاريخيتان و استراتيجيتان لهما حق العضوية الدائمة و حق النقض “الفيتو” .

حتى لو كان المبرر ، هو حماية إسرائيل و أمنها و استقرارها و بقائها ، الى آخر هذه الأسطوانة الممجوجة المشروخة ، فإن العظمة الحقيقية في ان تنصر حليفك ظالما او مظلوما ، بأن تكف يده عن ارتكاب ظلمه و جرائمه المتواصلة منذ سنتين تقريبا ، في قتل عشرات آلاف الأطفال و النساء و الشيوخ ، ثم تستكمل ذلك بالتجويع المهندس و الممنهج و المسلح .
إن أمريكا بوقوفها هذا الموقف المخجل و المخزي إزاء الشعب الفلسطيني في غزة ، و غدا في الضفة ، وفق مخططات حكومة إسرائيل ، انما تسقط عن نفسها صفة العظمة ، و تثبت انها تتشارك مع إسرائيل جرائمها و وحشيتها و صغارها و حقارها ، كدولة قادرة سادرة كاسرة فاجرة ، و كأنها تقول لكل اقطاب و دول العالم ، ها أنذا اتقاسم مع إسرائيل الوقوف تحت مزرابها ، او بالاصح ، مزاريبها . و هو ما تحاول بريطانيا و فرنسا تجنبه لكي تحافظا على ما تبقى من عظمتهما المطعونة بسبب إسرائيل ذاتها منذ قرار تأسيسها على يد “سايكس و بيكو”قبل اكثر من مئة عام .

كان يمكن لأمريكا العظيمة ، ان تطلب من حليفتها و صنيعتها و مدللتها ، وقف قتل مئة انسان يوميا ، من بينهم نحو ثلاثين طفلا ، ما يشكلون صفا مدرسيا ، رغم توقيف المدارس للسنة الثالثة ، نحن لا نتحدث هنا عن مقاتلة حماس و محاربة حماس و القضاء على حماس ، اقتلوا من حماس ما استطعتم ، و من الجهاد و الشعبية و فتح …. الخ ، و كل المقاومة ، فهؤلاء اختاروا هذا الطريق الصعب و المشرف في مقاومة الاحتلال ، و لا يظنن احد انهم سينثنوا دون كنسه ، اقتلوا ما شئتم من فصائل المقاومة ، بما في ذلك دعاة السلام و المقاومة السلمية ، اقتلوا الفصائل الإسلامية و المسيحية و العلمانية التي ليس لها علاقة بالدين ، لكن توقفوا عن قتل المدنيين و الأبرياء ، أوقفوا التجويع نهائيا بفتح المعابر ، و هذا لا يتطلب الا قرارا صريحا ، و لا يستغرق الامر و تنفيذه سوى ساعات ، فتحافظ أمريكا على عظمتها و على حليفتها ، و على مجلس الأمن من أن يفقد مبرر وجوده ، و يظهر كما لو أنه عاجز متواطيء ، همه الأول حماية إسرائيل ، حتى و هي تقتل الأطفال و تجوعهم حتى الموت .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=344456

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار