هند رجب .. الأرض افترشت دمها فصلّت السماء و سلّمت .. بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز، نشر بـ 2025/09/05 الساعة 8:36 صباحًا

مدار نيوز \
يراهن البعض ، ان إسرائيل ستنتصر على غزة ، غزة الأكثر فقرا و ازدحاما و حصارا و عقابا و عطشا و ظلاما منذ احتلالها قبل ستة عقود من قبل إسرائيل القوية الغنية الديمقراطية الصناعية النووية ، و بالتالي ، يرى هؤلاء ان الكلمة الأخيرة في هذا النزال / الصراع ، ستكون لإسرائيل .
غير ان الكثير من المفكرين و المحللين و المثقفين و المراقبين ، بمن فيهم إسرائيليون ، يرون شيئا مختلفا ، بل و مغايرا ، يرون أن الكلمة الأخيرة ستكون لغزة و شعبها و مقاومتها ، التي لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023 ، بل منذ اليوم الأول من احتلالها قبل ستين سنة ، لم تكن حركة حماس قد وجدت بعد ، ولا الجهاد ، و لا الجبهات و بقية حركات المقاومة .
أحد هؤلاء لواء احتياط في الجيش الإسرائيلي يدعى إسحاق بريك قال مؤخرا “ان إعادة احتلال غزة لن تؤدي إلى هزيمة حماس، بل ستترك إسرائيل بلا إنجاز عسكري، ومعزولة دوليا، ومثقلة بخسائر بشرية واقتصادية واجتماعية فادحة” .
للمؤرخين و الفلاسفة و العباقرة ، رأي حاسم ، يبدأ من عند العبقري العالمي البرت اينشتاين ، الذي رفض مبكرا ان يكون رئيسا لدولة إسرائيل ، لأنها ستفنى ذات يوم ، و على الرغم من هذا الموقف العدائي لهذه الدولة الجديدة ، الا انهم وضعوا صورته على فئة من عملتهم الورقية ، على اعتبار انه يهودي ، و هو في حقيقة الأمر لم يكن متدينا ، و لو كان كذلك لما رفض العرض ، و هو عندما رفضه لم يكن ذلك قائما على الرغبات و الأهواء ، بل على قوانين العلم و حتمية التاريخ و معادلات الفيزياء .
مفكر وفيلسوف معاصر فذ ، يدعى نعوم شومسكي قال قبل حوالي عقدين ، ان اسرئيل لن تستطيع الاستمرار في خداع العالم من انها دولة مظلومة مضطهدة ، و لسوف تظهر على حقيقتها من انها هي التي تظلم و تبطش و تضطهد .
في السنتين الأخيرتين ظهرت إسرائيل على حقيقتها كما لم تظهر من قبل ، و لن يستطيع أحد مهما اوتي من قوة او منزلة او مكانة في العالم ان يدافع عنها وعن ما ارتكبته بحق غزة و شعبها و خاصة أطفالها بعشرات الالاف ، هند رجب ، واحدة من بين هؤلاء الأطفال ، هناك الآن منظمة عالمية تحمل اسمها ، تطارد الضباط و الجنود الذين اشتركوا في إبادة غزة ، حتى اصبح مجرد ذكر اسمها كفيلا باثارة الرعب في قلوب هؤلاء “الابطال” الذين قتلوا هند و اخوتها “كهواية” . فيلمها الذي حمل اسمها ، حظي بما لم يحظ به أي فيلم في تاريخ السينما العالمية ، 24 دقيقة من التصفيق المتواصل في مهرجان البندقية السينمائي الدولي .
كأنما نادت على محمد الدرة و ايمان حجو و ميلاد شاهين و محمد أبو خضير و فارس عودة و هدى غالية و علي دوابشة و أطفال آلاء النجار التسعة ، ها هي تقتص لهم ، و تستدعي القتلة ، قاتلا قاتلا ، و تحاكمهم بكل لغات الأرض ، و تقول : نحن أصحاب الكلمة الأخيرة ، لأن دمنا هو الذي افترش الأرض ، فردت السماء مباركة : صلى الله على دمكم الطفل ، و سلّم .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=344949