الشريط الأخباري

أبو العلاء المعري في رحاب القمة يبحث عمن نبش قبره 19-9-2025 بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/09/20 الساعة 8:44 صباحًا

مدار نيوز \

ما الذي لم تفعله أمريكا ضدنا وضد تطلعاتنا و أولادنا و مقدراتنا و حاضرنا و ماضينا و مستقبلنا ، لكي نبقى هذا البيدق المسكين على رقعتها ، تحركنا الى الخلف ضد القوانين و الأعراف و الطبيعة و التاريخ ؟
ما الذي يمكن ان تقوم به ضدنا ، و لم تقم به بعد ، لكي نقتنع انها ليست صديقة لنا ، بل هي صديقة صدوقة لعدونا الذي لم يكتف باحتلال ارضنا ، بل يعكف الآن على تطهيرها ، بالابادة و التجويع و التنزيح و التهجير و التيئيس ، ليس في غزة فقط ، بل في الضفة مشفوعة بالقدس التي اهداها ترامب لإسرائيل قبل ثماني سنوات ، و في جبل الشيخ و القنيطرة و السويداء السورية مشفوعة بالجولان ، و في الأغوار الأردنية مشفوعة بالنهر ، و جنوب لبنان مشفوعا بالليطاني .
نقول هذا في معرض تصويتها بالنقض “الفيتو” للمرة الثانية لوقف إبادة غزة ، خلال أسبوعين فقط ، و أكثر من مئة مرة عبر تاريخ القضية الفلسطينية ، و في معرض القمة العربية الإسلامية التي عقدت مؤخرا في الدوحة ردا على قصفها ، حيث لم يتعرض بيانها الختامي لهذه الأمريكا حتى ولو بجملة لوم او عتاب .
ان العرب و المسلمين في قمتهم ، يعلمون علم اليقين ، ان أمريكا ليست صديقتهم ، و يعلمون أنها متورطة في معظم ان لم يكن كل ما يحاق بهم و يحاك ضدهم من مصائب ، و يعلمون أنهم عاجزون عن مقارعتها في حالة قرروا مقارعتها ، و يعلمون ان شعوبهم تعلم انهم في قممهم انما هم عاجزون و لربما متواطئون .
لكنهم على ما يبدو لا يعلمون ان قانون الطبيعة الشمولي “كلية الارتباط و التطور” ، الذي يعني ان كل شيء في هذا الكون ، انما هو مرتبط بعضه ببعض دون توقف ، بل انه يتطور بذاته و لذاته ، و بغيره لغيره أيضا .
في القمة الأخيرة ، قمة الشجب و الندب و الاكفان ، سقطت “الفاتحة” على أرواح من سقطوا في الدوحة ، كما لو ان دماءهم ماء ، سقطت فرية ان ايران هي العدو ، لا إسرائيل ، لعدة عقود . سقطت أيضا مسيرة “ابراهام” او على الأقل وصلت الى نهايتها ، صحيح ان بيان القمة لم يتضمن قراءة الفاتحة على روحها النجسة ، و لكن شعوب الدول المطبعة ، مدركة ربما قبل غيرها حقيقة هذه الاتفاقيات و مآربها الخبيثة . و وفق قانون الطبيعة أعلاه فإن على النظام العربي أن يتحسس رأسه أيضا .
قبل نحو 800 سنة قال المعري ، الذي نبش الأنجاس قبره في سوريا ، كما لو أنه واقف في رحاب القمة ، و ربما بعض النابشين حاضرين : ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل / عَفافٌ وإقدام وحزم ونائل * أقل صدودي أنني لكم مبغض / وأيسر هجري أنني عنكم راحل * إذا هبت النكباء بيني وبينكم / فأهون شيء ما تقول العواذل * ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا / تجاهلت حتى ظن أني جاهل * فوا عَجَبا كم يدعي الفضل ناقص / و وا أسفا كم يظهر النقص فاضل * وكيف تنام الطير في وكناتها / وقد نصبت للفرقدين الحبائل/ وقال السهى للشمس أنت خفية * وقال الدجى يا صبح لونك حائل / إذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت * عن الماء فاشتاقت إليها المناهل .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=345988

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار