الشريط الأخباري

صدقوا ما عاهدوا الله و شعبهم عليه و ما بدلوا تبديلا   بقلم : حمدي فراج /

مدار نيوز، نشر بـ 2025/10/03 الساعة 12:18 مساءً

مدار نيوز \

على المقاومة في غزة بشكل عام ، و حماس بشكل خاص ، أن لا تشعر بالانهزام او الانكسار اذا ما وافقت على خطة ترامب ، و هي الخطة الامريكية العربية الإسلامية ، من خلال الدول الوازنة عربيا و إسلاميا ، و التي تقيم حماس مع بعضها علاقات حميمة و دافئة ، و بالتحديد تركيا و قطر .

كأنها تقول لنفسها و جمهورها و شعبها ، ان ها هي القضية انتقلت الى ايدي الامتين الكبيرتين العربية و الإسلامية ، و ما نحن الا جزءا صغيرا منهما ، طلبوا منا فاستجبنا ، و هناك ما يشجعنا على ذلك ، هو وقف هذا النزف الابادي اليومي ، و لجم شهية الفاشيين إزاء هذا التفنن في هذه الإبادة غير المسبوقة .

ان عدم الاستجابة ، قد يؤدي الى توحيد معسكرات إسرائيل التي اقتربت الى حافة التناحر ، في حين انها ستوسع من شقة خلافاتهم و صراعاتهم ، و لربما تفجر اطراف ائتلاف حكومتهم حين نستجب. و بمثل هذه الاستجابة ، ستتحسن علاقتنا مع أنظمة عربية لطالما ناصبتنا العداء .

ان الاقدام على الانخراط في الخطة ، لا يعني ابدا انها انتصار لإسرائيل بقدر ما هي هزيمة للمقاومة ، فلا إسرائيل انتصرت ، و لا المقاومة انهزمت . لا إسرائيل حققت أهدافها التوسعية التوراتية في احتلال غزة ، و لا المقاومة في فلسطين انتهت ، بل لقد فتحت الجبهة العالمية ذات الطابع الإنساني التقدمي ضد هذا الانغلاق الديني ، و كأن الصراع طابعه إسلامي يهودي ، كما روج لذلك الكثيرين من أدعياء تمثيل الديانتين .

انها مجرد معركة ، من بين عشرات بل مئات المعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني عند مذبح تحرره واستقلاله ، أوقعت في صفنا خسائر هائلة و باهظه ، و لكنها بكل تأكيد قاربتنا و لو قليلا نحو تحقيق اهدافنا العظمى ، و أيقظت بكل تأكيد الحالمين المراهنين على حسن النوايا في العلاقة بين الذئب و الخروف .

و أخيرا ، كأن تضحيات غزة ، قد نقلت الحرب بين شعوب الأرض و بين دولة إسرائيل ، لقد تمثل ذلك بوضوح في خطاب الملك امام الجمعية العامة لشعوب الأرض الخالية من أي شعب ، و لن يستطيع ترامب بخطته استبدال مجرم الحرب برجل السلام الرائع ، و في حالة فشلها ، سترتد عليه ، فيصبح بدوره مطلوبا للعدالة الدولية او للشعوب التي استمرأت الاعيبه و اخاديعه و هيلمانات عظمته و انتفاخات عقاراته المرتكزة الى كل هذا الفقر الأخلاقي الذي يرى عشرين جنديا أسيرا و لا يرى نحو سبعين ألفا قتلتهم آلة امريكا الحربية ، نصفهم تقريبا منذ وصوله البيت الأبيض قبل عشرة أشهر .

أما اذا اتخذت حماس موقفا مغايرا ، فسيظل مقبولا على جماهير المقاومة و الشعب في غزة تحديدا ، ذلك انها مقاومة صدقت وعدها و ما عاهدت عليه ربها ، فاستشهد قادتها في الميادين و هم يقاتلون جياعا عطاشا حفاة ، و ما بدلوا تبديلا

رابط قصير:
https://madar.news/?p=346895

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار