الشريط الأخباري

تايمز: السجون الإسرائيلية صقلت قادة حماس الأكثر تأثيرا وصلابة

مدار نيوز، نشر بـ 2025/10/22 الساعة 12:15 صباحًا

مدار نيوز \

قال تقرير لصحيفة تايمز البريطانية إن السجون الإسرائيلية لعبت دورا محوريا في صقل وتكوين جيل من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبرزهم يحيى السنوار، مهندس هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأفادت الصحيفة في تقرير لمراسلها في واشنطن جورج غريلز أن السنوار الذي قضى أكثر من 20 عاما في الأسر قبل الإفراج عنه عام 2011 ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، خرج من سجن “هداريم” مسلحا بمعرفة عميقة بخصمه.

لكن السنوار رأى أن الصفقة ناقصة لأنها لم تشمل حسن سلامة ومحمود عيسى. وبينما بقي سلامة في السجن، أُفرج عن عيسى مؤخرا بعد عقود من الاعتقال.

وفي السجن، تعلّم السنوار اللغة العبرية، ودرس التاريخ اليهودي، وترجم إلى العربية كتبا لضباط استخبارات إسرائيليين، وكتب رواية عن الجهاد من أنفاق غزة، بحسب الصحيفة.

ونقل غريلز عن مسؤولي أمن إسرائيليين القول إنه خطط لطوفان الأقصى من داخل السجن نفسه الذي كان يُعرف بين المعتقلين باسم “جامعة هداريم”.

وأشار المراسل إلى أن إسرائيل لطالما انتهجت، منذ تأسيسها عام 1948، نهج الصفقات غير المتكافئة لتبادل الأسرى، مستندة إلى مبدأ توراتي يقدّس الحفاظ على الحياة، ما جعل اختطاف الإسرائيليين ورقة ضغط فعّالة بيد الفصائل الفلسطينية.

غير أن صفقة شاليط التي أُفرج بموجبها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني أصبحت -بحسب مسؤولين إسرائيليين- “كارثة أمنية” أسهمت في إعادة بناء القيادة العسكرية لحماس.

وأورد تقرير الصحيفة تجارب مشابهة طالت قيادات أخرى، مثل الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل هنية، اللذين صعدا بعد الإفراج عنهما إلى قمة هرم الحركة.

واليوم، تخشى إسرائيل -كما يقول غريلز- تكرار الخطأ نفسه؛ فاحتفظت بأسماء بارزة مثل مروان البرغوثي وعباس السيد خلف القضبان، بينما شددت إسرائيل ظروف الاعتقال وألغت امتيازات التعليم والثقافة داخل السجون.

وترى أن هذه السياسات الصارمة جاءت بثمن إنساني باهظ؛ إذ رصدت تقارير أممية ومنظمات حقوقية، منها “بتسيلم”، حالات تعذيب واعتداءات جسدية داخل السجون منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في حين تنفي إسرائيل الانتهاكات وتؤكد أنها تلتزم “بحدود القانون الدولي لا أكثر”.

ونقلت تايمز عن الرئيس السابق لجهاز استخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية يوآف بيتون، أنه يرى أن إطلاق سراح مئات السجناء في الاتفاق الحالي “ثمن مرتفع لا مفر منه”، لكنه يحذّر من خطأ ترحيل بعضهم إلى الخارج، لأن مراقبتهم تصبح مستحيلة.

وذكرت الصحيفة أن تل أبيب أفرجت في الصفقة الأخيرة عن 1700 أسير فلسطيني و250 أسيرا محكومين بالمؤبد، بينهم 157 من حركة فتح و65 من حركة حماس، بينما رُحِّل 154 منهم إلى الخارج.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين سابقين حذروا من أن المفرج عنهم قد يعيدون تنظيم صفوفهم بعيدا عن الرقابة الإسرائيلية، كما حدث مع صالح العاروري، الذي أُفرج عنه عام 2007 ليصبح لاحقا قائد حماس في الضفة الغربية وأحد مهندسي هجوم أكتوبر/تشرين الأول قبل اغتياله العام الماضي في لبنان.

وتوصلت الصحيفة إلى مفارقة لافتة، مفادها أن السجون التي أرادت إسرائيل أن تكون وسيلة للردع تحولت، عبر التعليم والاحتكاك والتجربة، إلى حواضن لتكوين قادة حماس الأكثر تأثيرا وصلابة: جيلٌ خرج من خلف القضبان يتقن لغة عدوه، ويفهمه، ثم يواجهه بما تعلمه هناك.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=348133

تعليقات

آخر الأخبار