الكنيست يوافق مبدئيا على قانون “السيادة”

مدار نيوز \
أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، في قراءة تمهيدية، مشروع قانون يقضي بتطبيق “السيادة” الإسرائيلية على الضفة الغربية، رغم طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سحبه لتجنب الإحراج أمام نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي يزور إسرائيل حاليا.
وجاء التصويت في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضه الرسمي لأي ضم، مما أثار توترات داخل الائتلاف الحاكم.
وأثار مشروع القانون، الذي قدمه النائب آفي معوز من حزب “نعام”، جدلا واسعا، حيث أدى إلى صراخ ومناوشات بين أعضاء الائتلاف والنواب العرب.
وقال معوز أثناء تقديمه: “حان الوقت لتطبيق السيادة. المستوطنات في أرض إسرائيل هي رابطنا بأنفسنا كشعب. نحن ندعو إلى تطبيق السيادة والقانون الإسرائيلي على يهودا والسامرة فورا. بما أن الحكومة تأخرت، فإن دورنا كنواب أن نفعل ذلك، وأدعو الجميع للتصويت لصالح مشروعي”.
ورد عليه النائب أحمد طيبي قائلا: “حتى زعيمكم المحبوب ترامب أصبح يعارض الضم فجأة. لا ريفييرا ولا بونانزا، بل واقع يعترف فيه أكثر من 150 دولة بفلسطين”.
وفي التصويت السري، مر المشروع بفارق صوت واحد فقط (25 لصالح، 24 ضده)، بعد تدخل أعضاء حزب “هناك مستقبل” بقيادة يائير لابيد الذين دخلوا الجلسة في اللحظة الأخيرة للتصويت ضده، لكنهم فشلوا بفارق ضئيل.
غاب أعضاء “الليكود” و”كحول لفان” و”شاس” عن الجلسة، بينما صوت النائب يولي إدلشتاين من الليكود لصالح المشروع مخالفا لعيار حزبه، إلى جانب أعضاء “إسرائيل بيتنا” و”الصهيونية الدينية” و”أغودات يسرائيل”.
وغرد ادلشتاين موضحا موقفه: “صوتت الآن في الكنيست لصالح تطبيق السيادة في يهودا والسامرة. في هذا الوقت تحديدا، السيادة الإسرائيلية في جميع أراضينا هي أمر اللحظة. كمن قاتل لأجل أرض إسرائيل طوال سنواتي هنا، ومن يؤمن بصدق طريقنا، أدعو جميع الكتل الصهيونية للتصويت لصالحها”.
وفي سياق موازٍ، أقر الكنيست مشروع قانون آخر قدمه زعيم “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان لتطبيق “السيادة” على مستوطنة “معاليه أدوميم”، برأي ساحق (31 لصالح، مقابل 9 ضد، مع ممتنع واحد).
وقال ليبرمان بعد التصويت: “في طريق السيادة- في طريق التاريخ! مررنا اليوم الخطوة الأولى لتطبيق السيادة الإسرائيلية على معاليه أدوميم. حاول الائتلاف إيقاف وإجهاض الخطوة- وفشل. هربوا من الجلسة لئلا يصوتوا، لكن إسرائيل بيتنا لم تستسلم، ونجحنا معا. نحن يمين الأفعال لا الكلام”.
وأكد رئيس مجلس مستوطنات وسط الضفة “يشع”، إسرائيل غانتس، أن الخطوة “تاريخية”، مشيدا بالنواب الذين دفعوا المشاريع، لكنه انتقد الائتلاف لتركه المعارضة تقود الموضوع، داعيا الحكومة إلى “تحمل المسؤولية وتطبيق السيادة كاملة في أقرب وقت”.
وأوضح أن المستوطنين يسعون لإعادة إحياء النقاش حول “السيادة” بعد برود ترامب في زيارتهم للبيت الأبيض قبل ثلاثة أسابيع.
ورغم الإقرار التمهيدي، فإن المشاريع تحتاج إلى ثلاث قراءات إضافية بعد مناقشات في اللجان لتصبح قوانين ملزمة، مما يجعل الطريق إلى التنفيذ طويلاً.
وردا على التصويت، أعربت مصادر في الليكود عن غضبها، واصفة الخطوة بـ”مزحة سياسية غير مسؤولة من المعارضة تهدف إلى إلحاق الضرر بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة وإنجازات إسرائيل”.
وأضافوا: “نحن ندعم المستوطنات يومياً بالأفعال والميزانيات والبناء، لا بالكلام. السيادة الحقيقية تأتي بالعمل في الميدان وخلق الظروف الدبلوماسية المناسبة، كما حدث في رامات الجولان وأورشليم”.
وأوضح وزير التعليم يوآف كيش، الذي رد في الجلسة، أن الحكومة ملتزمة بالسيادة وهي “أفضل حكومة للمستوطنات”، لكنه أكد: “لا نتقدم بالسيادة عبر مشاريع المعارضة. نحن نطبقها يوميا، لا بالكلام فقط. نضمن عدم سيطرة حماس على غزة ونزع سلاحها”.
وأضاف مخاطباً النواب: “في الظروف المناسبة، ستأتي السيادة أيضا”.
وكشفت مصادر أن معوز رفض سحب مشروعه احتجاجا على عدم الوفاء بالاتفاق الائتلافي، خاصة في تمويل هيئته للهوية اليهودية الوطنية، وسط أزمات أخرى في الائتلاف مثل قانون فصل المدعي العام.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=348164