الشريط الأخباري

من لا يعتمد على نفسه سيظل مرهونا بالرهان على الآخرين ..بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/11/28 الساعة 9:24 صباحًا

مدار نيوز \

ليس أكثر بؤسا و هوانا من المراهنين على الانتخابات الإسرائيلية القادمة لإحلال السلام مع إسرائيل ، الا أولئك المراهنين على دونالد ترامب و خطته ذات العشرين بندا ، و المجلس العالمي للسلام الذي نصّب نفسه رئيسا له . و هؤلاء المراهنين ليسوا ذات أقلية أو أهمية أو فاعلية ، بل أن مجلس الأمن في قراره الأخير (2803) كان بمثابة تأييد أعمى لترامب و خطته . المراهنون على الانتخابات الإسرائيلية “القادمة” ، بدأت رسميا و علنيا بشكل ملحوظ منذ مؤتمر مدريد قبل نحو خمسة و ثلاثين سنة ، لكنها فعليا و سريا ، بدأت قبل ذلك بنحو عقد و نصف من الزمان ، كان ما يزال حزب العمل له قاعدته الانتخابية التي خبت و ضمرت الى الحد الذي لم يعد يرى بالعين المجردة ، لكن المراهنات على الانتخابات “القادمة” استمرت . لم يلاحظ المراهنون ، أن الشارع الانتخابي يحرف بشكل حاد نحو اليمين و اليمين المتطرف ، و أن تيارات فاشية تصعد الى المشهد بشكل متسارع ، و أنها سرعان ما ستشارك في تشكيل الحكومة و التحكم في قراراتها ، و أن الرهانات أصبحت بدون معنى ، و انها طالت أكثر من نصف أعمارهم و أن القسم الأكبر من المراهنين و المراهنين عليهم ، قد ماتوا . تخيلوا ان الرهان القادم هو على فوز أفغدور ليبرمان و نفتالي بينيت . الرهان على دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة ، أشبه ما يكون بالرهان على الانتخابات الإسرائيلية “القادمة” ، صحيح أنه تلمظ عدة مرات بكلام عن السلام و أنه أوقف ثمانية حروب ، طمعا في جائزة نوبل ، و لكن هذا لا يمكن أن يجعل منه رجل سلام او عدل او حق أو إنسانية ، ربما في السنة الأولى من ولايته ، لكن في السنوات المتبقية ، سنعود الى ترامب الحقيقي الذي على سبيل المثال لا الحصر ، أمهل حكومة لبنان بنزع سلاح حزب الله حتى اليوم الأخير من السنة الحالية ، و إلا سيقوم هو بهذه المهمة . الأمر سينسحب على سلاح حماس ، بعد الدخول في المرحلة الثانية من خطته ، اذا لم تقم حماس بنزع سلاحها سيوعز لنتنياهو بنزعه ، و سيقرب هذا نتنياهو من الفوز في الانتخابات للسنة العشرين ، لكن المراهنات لن تتوقف ، لأن من لا يراهن على نفسه سيظل رهن بالمراهنة على الآخرين حتى حين يكون هؤلاء هم الأعداء الذين يحتلون أرضه و شعبه جيلا فجيل .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=350007

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار