الشريط الأخباري

بيتسيلم : شبهات خطيرة يثيرها فارق الوقت بين دهس عناصر قوات الأمن قرب كفر نعمة وبين إطلاق النيران

مدار نيوز، نشر بـ 2019/03/24 الساعة 2:42 مساءً

نابلس \ مدار نيوز \ كشفت منظمة بيتسيلم عن ما قالت عنه شبهات خطيرة يثيرها فارق الوقت بين دهس عناصر قوات الأمن قرب كفر نعمة وبين إطلاق النيران الفتّاكة على اثنين من ركّاب السيّارة الفلسطينيّة.

ويكشف تصوير فيديو وثّق الحادثة في بثّ حيّ على الفيسبوك أنّه قد مرّت أربع دقائق ونصف بين دهس عناصر قوات الأمن قرب قرية كفر نعمة قبل أسبوعين وبين بدء إطلاق النار الأساسي على ركّاب السيّارة.

من الرّصاصات العشر التي أطلقها الجنود تسع رصاصات أطلقت بعد مضيّ برهة من الزمن.

وقد أظهرالفحص الجنائيّ لملابس القتيلين الشابّين يوسف عنقاوي وأمير دار دراج آثار إطلاق رصاص عليها.

هناك شكوك كثيرة وشبهات خطيرة تحيط بملابسات مقتل الشابّين يثيرها تسلسُل الأحداث في تلك اللّيلة إلى جانب تجاهُل الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي لفارق الوقت ومصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة المثبّتة في المكان.

يفرض القانون على عناصر قوّات الأمن قيودًا واضحة على استخدام القوّة وخاصّة إطلاق الرّصاص الحيّ بهدف القتل: يُسمح بمثل إطلاق النار هذا فقط إذا تهدّد خطر داهم ومحقّق حياة العناصر أو حياة آخرين.

على عكس مزاعم الناطق بلسان الجيش تثير الحقائق الوارد وصفها أعلاه شبهات جدّية بأنّ تصرّف عناصر الأمن في تلك اللّيلة جاء مخالفًا لهذه القيود.

في يوم الإثنين الموافق 4.3.19 نحو السّاعة 2:30 ليلًا اقتحم عدد من المركبات العسكريّة ونحو عشرة جنود إلى قرية كفر نعمة الواقعة غربيّ رام الله. اعتقل الجنود أحد السكّان ثمّ غادروا القرية.

وفقًا لأقوال الناطق بلسان الجيش فقد تعطّلت إحدى المركبات العسكريّة عند مخرج القرية الشرقيّ وجاء إلى الموقع جنود وعناصر من شرطة حرس الحدود لحراسة المركبة.

في اللّيلة نفسها دخلت إلى القرية سيّارة يستقلّها ثلاثة شبّان من سكّان المنطقة – أمير دار دراج (21 عامًا) ويوسف عنقاوي (19 عامًا) و هـ. ع. (17 عامًا) – كانوا قبل ذلك قد ألقوا زجاجات حارقة نحو شارع 443 وفقًا لأقوال الجيش.

لدى خروجهم من القرية أشار لهم عناصر قوّات أن يتوقّفوا – باستخدام مصابيح إضاءة عن بُعد عدّة عشرات من الأمتار.

اصطدم سائق السيّارة بالمركبة المعطّلة وأيضًا بضابط وشرطيّ من حرس الحدود فأصيب الضابط بجراح بليغة والشرطيّ بجراح طفيفة.

جرّاء الاصطدام أغمي على الشابّ هـ.ع. الذي كان يجلس في المقعد الخلفيّ. بعد مضيّ عشر ثوانٍ سُمع صوت طلقة واحدة.

أطلق عناصر قوّات الأمن المتواجدين في المكان النيران على الرّاكبين الآخرين دار دراج وعنقاوي.

أرسلت بتسيلم إلى الفحص الجنائيّ ملابسهما والتي تركها العناصر في الموقع وأظهرت نتائج الفحص آثار إطلاق رصاص عليها.

بعد ذلك اعتقلوا الشابّ هـ.ع. الذي استعاد وعيه في هذها لأثناء ويُذكر أنّه لم يصَب بالرّصاص كما وصادروا كاميرا مراقبة ترصد المنطقة من محلّ تجاريّ مجاور.

في تعقيبه على الحادثة أكّد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في ردّ على أسئلة وجّهتها صحيفة “هآرتس” أنّ عناصر قوّات الأمن أطلقوا الرّصاص على ركّاب السيّارة زاعمًا أنّ ذلك جاء ردًّا على عمليّة الدّهس التي قاموا بها: “في أعقاب الاشتباه بعمليّة دهس في كفر نعمة الواقعة ضمن نطاق كتيبة إفرايم تمّ إجراء تحقيق ضابطيّة أوّلي.

وقد بيّن التحقيق أنّ ثلاثة “مخرّبين” دهسوا بسيّارتهم ضابطًا في الجيش الإسرائيلي ومقاتلًا في وحدة حرس الحدود كانا يقفان على طرف الشّارع في ذلك الحين. ردًّا على ذلك أطلقت القوّة المتواجدة في المكان النار وحيّدت اثنين من “المخرّبين” الثلاثة”.

لكنّ التعقيب أعلاه يصف فقط جزءًا ممّا حدث في تلك اللّيلة. تسلسُل الأحداث يظهر بوضوح في شريط فيديو وثّق الحادثة في بثّ حيّ ومباشر: في الشريط تظهر سيّارة الشبّان الثلاثة وهي تتقدّم في منحدر الشارع بعد ذلك يُسمع بوضوح صوت اصطدامها بالمركبة العسكريّة المعطّلة.

بعد مضيّ عشر ثوانٍ يُسمع صوت طلقة واحدة.

وبعد نحو أربع دقائق ونصف يُسمع صوت ستّ طلقات أخرى وبعد ثوانٍ طلقتان أخريان وبعد نصف دقيقة طلقة أخيرة.

مجموع الطلقات عشرة وجميعها ما عدا الأولى أطلقت بعد مضيّ وقت ملحوظ على الاصطدام.

نحو السّاعة 3:00 في تلك اللّيلة كان م. ر. (35 عامًا) من سكّان بلعين في طريقه إلى عمله في مصنع في كفر نعمة وعندما أشار له الجنود الواقفون قرب المركبة العسكريّة المعطّلة بالتوقّف استدار م.ر. بسيّارته وابتعد صاعدًا في الشارع مسافة نحو 150 مترًا، حيث توقّف لينتظر مغادرة الجنود ومعه شخص آخر كان هو أيضًا يقود سيّارته متّجهًا إلى رام الله.

يقول م.ر. إنّه حين مرّت في المكان سيّارة الشبّان الثلاثة أشار لهم وصرخ قائلًا إنّ هناك جنود في مُقبل الطريق.

في إفادة أدلى بها في 4.3.2019 أمام الباحث الميدانيّ لبتسيلم إياد حدّاد، روى م.ر. ما حدث:

فجأة اصطدمت السيّارة بالمركبة العسكريّة التي كانت تسدّ الشارع.

سمعت صوت الاصطدام فقد كان الصوت قويًّا جدًّا. بعد ذلك سمعت صوت طلقة ولم أتمكّن من تحديد مصدرها.

خفت وقرّرت الابتعاد من هناك لأنّ الوضع أصبح خطيرًا. كذلك الشابّ الآخر قرّر الابتعاد.

قدنا صعودًا في الشارع إلى رأس التلّة على بُعد نحو 200 متر من موقع الحادثة.

توقّفنا هناك ونزلنا من السيّارتين لكي نشاهد ما يحدث من مسافة آمنة.

كان هناك سكّان آخرون يشاهدون ما يحدث من نوافذ أو شرفات منازلهم بعد أن أدركوا أنّ شيئًا ما يحدث.

بعضهم جاء ووقف إلى جانبنا. وقفنا هناك نحو خمس دقائق وفي هذه الأثناء كانت فقط حركة مصابيح وصرخات وزعيق الجنود بالعبرية.

عندئذٍ سمعت إطلاق رصاص حيّ بشكل متقطّع. أظنّ أنّ عدّة جنود قاموا بإطلاق النار. وبتقديري أنّهم أطلقوا على السيّارة الفلسطينيّة ولكن بسبب الضباب والعتمة كان من الصعب مشاهدة ما يحدث. استمرّ إطلاق الرّصاص نحو دقيقة.

تُظهر الإفادات وشريط الفيديو والفحص الجنائيّ صورة واحدة – وبيان الجيش لا يتعارض معها: راكبا السيّارة اللّذان قُتلا في هذه الحادثة أطلق عليهما عناصر قوّات الأمن النيران بعد مرور دقائق على الاصطدام. فارق الوقت هذا يثير تساؤلات حول امور لا صلة لها بالسؤال ! ان هذه الحادثة قد بأت بعملية دهس .

الناطق بلسان الجيش هذه الأمور رغم أنّه سُئل عنها مباشرة. ما يثير الرّيبة أيضًا أنّ عناصر قوّات الأمن المتواجدين في المكان والضالعين في الحادثة قد صادروا تسجيلات كاميرا المراقبة – التي قد تكون وثّقت الحادثة كلّها. جثمانا الشابّين لا يزالان محتجزيْن لدى الجيش ولا يمكن إجراء فحص لهما. هناك قيود واضحة تسري على عناصر قوّات الأمن في شأن استخدام القوّة وإطلاق النار بهدف القتل. يُسمح بمثل إطلاق النار هذا فقط إذا تهدّدهم أو تهدّد آخرين خطر محقّق وداهم. الحقائق الموصوفة أعلاه تثير شبهات جدّيّة بأنّ ملابسات إطلاق النيران في هذه الحادثة لم تكن كذلك وهذا خلافًا لمزاعم الناطق بلسان الجيش.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=129603

تعليقات

آخر الأخبار